القصة الشعبية: د كناعنة
أيبي فلسطين يستضيف
الدكنور شريف كناعنة
موضوع اللقاء: الحكاية الشعبية حول العالمتاريخ اللقاء : 17/4 /2012
استهل د. كناعنة اللقاء بالتمييز بين القصص الخرافية والقصص الشعبية بقوله "كل قصة خرافية هي قصة شعبية، لكن ليست كل قصة شعبية هي قصة خرافية".
وفي الموروثات الشعبية قال إن الأسطورة والنكتة والخرافة والحكاية كلها موروثات شعبية، لكنها ليست بالضرورة قصص شعبية أو ما يعرف باسم Folk tales، فالخرافة أو الـ fairy tale مثل قصة "أولها كذب وآخرها كذب" التي عملت على صياغتها د. سونيا النمر هي قصة يتعارف الناس جميعا عند قراءتها بأنها كذب في كذب.
والقصص الخرافية هي في الغالب قصص نسائية – وهذا التوصيف عالمي وليس حكرا على منطقتنا- فقصص مثل جبينة ونص نصيص هي قصص تحكى في بيت العائلة مساء في جلسات تضم نساء وأطفالا (ذكور حتى سن الثانية عشرة)، في حين يتجمع الرجال والصبيان الأكبر في الديوان ليقصوا حكايات تدور حول حروب، غزوات، غرام، بطولات.
وفي إشارة إلى بحث لـروز ماري صايغ، يقول كناعنة إن صايغ قد جمعت قصصا شفوية من رجال ونساء فلسطينيين من الذين خاضوا ويلات الهجرة واللجوء، وخرجت الباحثة بقصص من الرجال تتحدث عن البطولات والحرب والمعارك والقتال – فيما جاءت قصص النساء مصاغة على طريقة نص نصيص وجبينة أي أنها تدور حول ما حدث لأفراد العائلة.
وبشكل عام، فإن القصص التي ترويها النساء غالبا ما تدور حول صراعات بين نساء العائلة، أو حول قضايا تشكل محور اهتمام النساء وقلقهن مثل الصراع بين أفراد العائلة الممتدة من النساء، وحول تنافس الضراير على كسب قلب الزوج، وحول الكنّة والحماة، وحول التمييز بين الذكور والإناث على الميراث ... وغيرها
في الأدب العالمي اشتهرت قصة سندريلا، وبالعودة إلى أصول هذه القصة يدرك الباحث أنها جاءت أصلا من مجتمعات فيها تعدد للزوجات. وبالرغم من غياب صورة الأم في النسخ الحديثة من سندريلا، إلا أن الصراع بين زوجة الأب والأبنة هو انعكاس في الحقيقة لصراع الضرتين (الزوجتان الأولى والثانية). المؤشرات في القصة من مثل قياس حذاء سندريلا الصغير جدا والحفل الذي يقيمه الأمير لاختيار زوجة له تشير إلى أن قصة سندريلا قادمة أصلا من الصين – حيث لم يكن مثل هذا التقليد موجودا في أوروبا.
لكن ومع وصول سندريلا للغرب تم إسقاط الزوجة الثانية من القصة لتتناسب مع قوانين الكنيسة آنذاك. وانتقلت القصة عبر بلادنا (الشرق الأوسط ) إلى أفريقيا وأوروبا. ويبدو أنها لم تتمكن من اختراق الصحراء ولذا لم تصل إلى جنوب صحراء أفريقيا، وكذلك لم تصل الى السكان الأصليين في الأميركيتين. .
هذا يقودنا للحديث عن التشابه بين قصص القارات الثلاث (أوروبا وآسيا وأفريقيا) والتي غالبا ما تجد لكل من قصصها رديفا ومشابها في القارتين الأخريين، وقد لعب الهلال الخصيب دور الناقل الذي حمل القصص والعلوم من الهند والصين.
وهنا لا بد من التنويه الى أن الأبجدية ظهرت أساسا في منطقتنا، أما الأرقام فقد خرجت وانطلقت من شرق آسيا ووصلت الى الهلال الخصيب ومنها الى باقي العالم.
بعد هذا العرض الشيق، قرأ لنا كناعنة قصة "بيض فقاقيس"، وهي إحدى القصص التي جمعها وضمنها في كتاب "قول يا طير". والقصة تتحدث عن كيد النساء وصراع الزوجات على مركز الصدارة في البيت، لكنها في النهاية وكما في غالبية الموروث الشعبي تنتصر للضعيف والصادق والطيب القلب.