التعليم الفلسطيني: منهاج وطني ضد جميع التناقضات
الملخص التالي هو ترجمة لبعض ما جاء في المقالة التالية:
Palestinian education: a national curriculum against all odds
Agustin Velloso de Santisteban
وقد نشرت هذه الدراسة في:
International Journal of Educational Development, 22 (2002), 145-154
الملخص (Abstract):
تبحث هذه المقالة المرحلة الانتقالية السياسية الحاصلة في الأراضي المحتلة (الضفة الغربية وقطاع غزة)، وربط هذه المرحلة مع البدء بتنفيذ العمل بأول منهاج فلسطيني. ويتم تحليل أهمية هذه المرحلة الانتقالية للطموح الوطني الفلسطيني بالإشارة إلى القانون الدولي. وقد تمت مراجعة النقاط الأساسية للمنهاج أثناء إنشاءه تحت ضوء التطورات الرئيسية الحاصلة، وبالاعتماد على تطور التعليم الفلسطيني في الوقت الحالي. وتمت مناقشة الصعوبات التي لا بد لوزارة التربية والتعليم أن تتخطاها لكي تنفذ منهاجها، والتي تواجهها بسبب الوضع السياسي غير المستقر.
الاستنتاج الرئيسي للمقالة هو أن المنهاج غير قادر في المساهمة في "التكون" الوطني (the national construction)؛ وذلك لأن المستقبل الوطني الفلسطيني ليس بيد الفلسطينيين.
المقدمة:
وجد الباحثين والمهتمين بالقضايا التربوية ذات العلاقة بالقوميات وحركات الاستقلال والانتقال السياسي بشكل عام – وجدوا ازدياد في الأدبيات التي تتناول العلاقة بين التغير السياسي والتربية. و لاغرابة في أن هذا المجال في نمو مطرد في كل مكان هذه الأيام، حيث أن التغيرات السياسية تحدث باستمرار في جميع أنحاء العالم.
ويتم الحديث في هذه الورقة حول التغيرات السياسية التي تحدث في الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلة من قبل اسرائيل، خاصة بعد إنشاء السلطة الفلسطينية على أجزاء من هذه المناطق – وعلاقة هذه التغيرات بتطبيق المنهاج الوطني الفلسطيني الأول، كما يتم تحليل هذه العلاقة. أما هدف الورقة الأساسي فهو تلك التقييدات التي لازمت تصميم هذا المنهاج وآليات تطبيقه.
يتم بعد ذلك استعراض الوضع السياسي في الضفة الغربية وقطاع غزة، وللتعليم الفلسطيني قبل وبعد اتفاقيات واشنطن عام 1993، ثم إنشاء أول منهاج وطني فلسطيني، وبعد ذلك تتحدث الباحثة حول الفرق بين الواقع والطموح لتطبيق المنهاج الفلسطيني، وأخيراً تصل الى الاستنتاج.
الاستنتاج:
تعتبر المرحلة الانتقالية التي مرت بها القضية الفلسطينية في السنوات الماضية مميزة؛ حيث يمكن استخلاص بعض العبر من ذلك. أبرز ميزات هذه المرحلة أنه مشكوك بها، وهذا الشك ليس بسبب سرعة التحول أو المستوى التعليمي للسكان, أو المصادر التي تضعها الدولة للعمل لصالح النظام التعليمي. إن هذا الشك موروث؛ فالفريقين المشاركين في عملية السلام يعملون لأهداف متعارضة. بالإضافة الى أن الفلسطينيين -وهم الفريق الأضعف- يعتمدون بشكل كامل على الفريق الأقوى. ومع أن القانون الدولي ذو العلاقة لم يلغ بشكل رسمي، إلا أنه أصبح دون أهمية في حل النزاع القائم.
مع ان السلطة الفلسطينية ووزارة التربية والتعليم يسيطرون بشكل تام على نظام التعليم الفلسطيني، الا أنها لا تسيطر حقيقة على مصير الدولة الفلسطينية. ومع أن المنهاج الفلسطيني قد صمم من أجل إدراك أو تحقيق الحلم الوطني الفلسطيني إلا أنه من الصعب جدا تحقيق ذلك من خلاله.
في مراحله الأولية، يتأثر المنهاج الفلسطيني –الذي يتشكل لأول مرة في التاريخ- بالوضع السياسي بدرجة كبيرة. فهناك نقص في وضوح الأهداف السياسية ووسائل تحقيقها, الأمر الذي يعيق العمل بالمنهاج أو تنفيذه.
إن مستقبل الدولة الفلسطينية ليس بيد الفلسطينيين والنزاع ليس فقط حول شرعية الاحتلال, وإنما التأقلم مع الاحتلال الحالي .. الاحتلال "عن بعد" (remote control occupation). بعبارة أخرى, لا يتقدم المجتمع الفلسطيني نحو دولة فلسطينية مع عملية السلام الجارية كما هو متوقع من القانون الدولي. وبسبب كل هذا -ومع أن الفلسطينيين في بياناتهم وتصريحاتهم ومظاهراتهم ومحادثاتهم يطالبون بحقهم في دولة فلسطينية على أراضيهم وعاصمتها القدس– لا شيء من هذا حقيقي. والأسوأ من ذلك أن ليس هناك ما يبشر أن أي من هذا في طريقه إلى أن يصبح حقيقة في السنوات المقبلة.
لا يوجد تطابق بين الوضع السياسي والمنهاج اعتمادا على العلاقة بين إسرائيل والمجتمع الفلسطيني. ولذلك لن يساهم المنهاج في إقامة دولة فلسطينية. ويمكن القول أن إقامة دولة فلسطينية يأتي قبل تصميم المنهاج وليس بالعكس. ويبدو إن دور المنهاج المخفي المطبق في إسرائيل والسلطة الفلسطينية أكثر قوة من منهاج المدارس الرسمي أو الإعلانات السياسية الرسمية أو الخطط.