شهادات الأطفال وأمهاتهم عن عدوان 2021 على غزة
كوابيس اطفال فلسطين
شهادات الأطفال وأمهاتهم عن عدوان 2021 على غزة
رأينا الموت بأعيننا
ثاني ايام العيد عيد الفطر السعيد كما كان يسمى، كانت من اسوأ لحظات الحياة ما ان بدأ الليل يسدل عتمته على بيوت مدينة بيت حانون إلى أن بدأت ساعات الموت يوم صعب من قصف المدفعية وأنباء عن مجازر ودمار.
جهزت مكان نوم اطفالي الذين لم يهدأوا لدقيقة من السؤال عن العيد وملابسهم الجديدة وعن زوارنا كنت احدثهم واحاول التقرب منهم وأن العيد سياتي وسنعوض كل هذه الأيام الصعبة وبعد وقف العدو حربه المسعورة سنزور اقرباءنا ونلبس ملابس العيد ونذهب لاماكان الترفيه (والتي لم يصبح لها مكانا في مدينتا ولا في كل قطاعنا المدمر)
عودة إلى هذه الليلة، كان الوضع ووساىل الإعلام تنذر بأن الصهاينة مجرمو حرب وأنهم يتوعدون غزة بالدمار والهلاك. نفكر أنا وزوجي مليا هل ننام بجانب بعضنا او كل واحد في مكان حفاظا لا سمح الله لاي طارئ
كنا ندرس كل زوايا البيت كمهندس يريد أن يضيف ديكورا لمنزله لنرى اي الاماكن والزوايا هي الأكثر أمانا لنا ولاطفالنا. قررنا انا ننام في صالة البيت التي نرى أنها أكثر أمانا ونحن على يقين أن لا مكان آمن.
نام الصغار بعد عناء لعدم نومهم في أماكنهم المعتادة، و شدة صوت القصف المدفعي جعلهم يضعون أصابعهم في آذانهم ليتمكن النوم من التسلل لاجسادهم الصغيرة. كان تيار الكهربائي مقطوعا وساد الهدوء لفترة قصيرة. غفونا انا وزوجي بالقرب من صغارنا وكل بيده جواله.
فجأة دوى صوت انفجارات متتالية قريبا جدا جدا وبدأ الجيران بالصراخ ولم يبق أحد قادرا على النوم اشتد القصف كما لم نسمع او نشاهد مثله ولا في افلام الرعب, أصبحت كل المنطقة حمراء اللون والدخان ملآ المكان ، صوت الانفجارات لم تكن طبيعية أكثر من ٥٠صاروخا في نفس المكان، صراخ وصياح ولا نسمع الا صوت سيارات الإسعاف والمطافئ. شمل القصف كل منطقة بيت حانون كل الاماكن تقصف بالقنابل المتفجرة والثقيلة.
من شدة الخوف اصبحنا نجلس في زاوية فوق بعضنا البعض واصبحنا نتشاهد ونذكر الله لانه فقط من يرانا ويسمعنا. صوت الزجاج المتهشم وغبرة الدمار والدخان يتطاير في كل مكان. أكثر من نصف ساعة من الموت المتواصل طالت كل بيت حانون أقرب الانفجارات كان لا يبعد عنا مئة متر حيث دمروا المسجد والنادي الرياضي
انظر الى صغاري وافكر في كل فقدان وأتساءل بين نفسي ماذا سيحدث لو فقدت احدا او فقدوني؟ فعلا يعجز الكلام عن وصف من يعيش هذه الأحداث المرعبة راينا الموت بأعيننا ولم نر غيره في تلك اللحظات.
عندما تم تدمير المبنى القريب من منزلنا ، قررنا الانتقال على الفور إلى منزل والديّ الذي يقع في منطقة أكثر أمانًا. ولسوء الحظ في اليوم الثاني اصبح القصف عنيفا إلى منطقتهم. كنا خائفين من الذهاب لأي مدرسة ، حيث تعرضت مدرسة لهجوم شديد من قبل الإسرائيليين في عدوان 2014. لذلك لم يكن لدينا خيار لأي مكان آمن نذهب إليه ، كان علينا العودة إلى منزلنا رغم أنه لا يزال في غاية الخطورة!
نجونا فعلا بأعجوبة من موت حتمي حمانا الله لنرى دمارا في المساجد والبيوت ومراكز الشرطة، لم تسلم مزارع الدواجن والاغنام. كل ما هو فلسطيني مستهدف ايام صعبة للغاية اشعر أنني غير قادرة على التعبير فالحدث كان اصعب من أن يوصف كنا نعتقد أنه اخر مشهد صعب نعيشه لكن الحقيقة مختلفة فلقد كتب علينا الصمود والمقاومة وتحمل الحرب من أجل النصر واستعادة ما سلب منا بالقوة .
عبلة حمد أمينة مكتبة العطاء – بيت حنون
أتمنى لو يحمي حضني ابنتي!
لدى ثلاث بنات عشنا حربا قاسية ومرعبة دخلت في أحد ليالي الحرب على طفلتى سارة لاراها ترسم بطلاء الاظافر على كافة أنحاء جسدها، ترسم خطوطا حمراء كلون الدم. شعرت بالغضب الشديد مما رأيت كونه من الصعب إزالته، لكنني سرعان ما تداركت الموقف وشعرت بالفضول والتساؤل حول ما سبب فعلتها هذه؟ قالت سارة إنها تخاف أن يقصف الاحتلال المنزل ونحن فيه كما سبق وقصف العديد من العوائل وتريد في حال قصف الاحتلال المنزل أن تجعل هذه الخطوط علامة لها على جسدها لاعرفها واحاول انا احميها وان أحضنها قد يحميها حضني من همجية القصف.
تأثرت كثيرا من تفكيرها وما آلت له ظروف اطفالنا الذين يعيشون رعبا لم يسبق ان رآه غيرهم في كل العالم اخذت سارة في حضني وحاولت طمانتها رغم أنني أنا لا اشعر بذلك الامان عسى ان يحمي الله صغارنا من هذه الحرب الغاشمة
سوما شاهر (ام سارة مشاركة في مكتبة العطاء)
أيام وليال مروعة
انا الطفل محمد نصير عمري ٨ سنوات اسكن في شارع البعلي في بيت حانون. في ليلة كانت الكهرباء مقطوعة والجو هادئ وبعد الساعة الواحدة ليلا لا أعرف حتى هذه اللحظة ما جرى، طيران وقصف عنيف جدا في حارتنا كل بيوت الجيران وبيتنا قصف كيف ولماذا واين لا اعرف! وما اعرفه أنني في ذلك الوقت كنت نائما ولم أشعر الا بابي يحملني ويجري حتي وصلنا مستشفى بيت حانون. كسرت يدي وأصيب ابن عمي بشظايا وبترت قدم ابنة جيراننا. ولأول مرة احمد الله أن الكهرباء كانت مقطوعة حتى لارى ما حدث.
الكل يصرخ ويهرب وكل الحارة تتزاحم للوصول إلى المستشفى علها تجد فيه الامان، لكن القصف اصبح بجانب المستشفى!
كان ذلك اليوم من أصعب الايام والليالي اتمنى أن لا يتكرر ابدا بعد اليوم!
محمد نصير
٨سنوات
سنكون تحت الأنقاض ولن يجدنا أحد!
انا الطفلة أية حمدان ١٣عاما اسكن في بيت حانون. في الطابق الاول يسكن جدي وجدتي وعمي المتزوج والطابق الثاني بيت عمي الثاني والطابق الثالث نسكن انا وعاىلتي. خلال الحرب كنا ننزل ونختبىء في الطابق الأرضي عند جدي وجدتي وكذلك عمي وأولاده . كنت كل يوم أشعر بالخوف أكثر من اليوم الذي يسبقه من شدة القصف المتواصل، لم أشعر بهذا الخوف قبل ذلك لهذه الدرجة، خاصة لما اتذكرالمشاهد على التلفازفي الحرب الأخيرة كيف البيوت بطوابق عدة تقصف فوق رؤوس ساكنيها، يزداد الخوف.
قلت لابي وامي أنه من الأفضل أن نبقى في بيتنا في الطابق الثالث افضل من الطابق الأرضي لانه في حال ان قصفنا ونحن في الطابق الأرضي سيردم كل الركام والبيت فوقنا ولكن لو بقينا في الطابق الثالث لن يحدث لنا ضرر كما بالطابق الأرضي فقد نموت ونحن تحت الأنقاض ولا يعرف أحد مكاننا ولا يستطيعون أن يجدوا حتى جثثنا.
وبعد انتهاء الحرب اخذت افكر بأن الخوف وقرب الموت من الشخص يجعله ضعيفا وغير قادر اصلا على التفكير وان الموت قريب من كل إنسان حتى لو كان في الطابق العلوي
الطفلة أية حمدان
١٣عاما
لا مكان آمن في غزة!
في ثالث ايام الحرب على غزة اصبح الاحتلال يقصف بالقذاىف وبشكل عشوائي كل مكان. في كل يوم يقترب القصف من بيتنا. وبعد أن كانت امي تقول أننا تسكن في وسط البلد ومكاننا أمن، أصبحت تصر على أبي الخروج من البيت من شدة القصف وصعوبته فهو لا يميز بين مكان وآخر.
قال ابي ننتظر للصباح كانت ليلة صعبة تم قصف كل الاماكن بشكل جنوني كل الأراضي والمساكن حتى المستشفي لم يسلم يومها. لم يغمض لي عين. وما أن سطعت شمس الصباح حتى حملنا اغراضنا التي جهزناها مسبقا من شهادات وارواق وبعض الملابس وتوجهنا إلى مدرسة بيت حانون.
نوعا ما انا شعرت بالطمأنينة قضينا ثلاث ليالي بالمدرسة لم تكن سهلة والقصف لم يتوقف. أغلب الناس أصبحوا سكان المدرسة ولا يوجد طعام ولا شراب لكن امي وابي تواصلوا مع عمتي التي تسكن قرب المدرسة وبعثت لنا بعض الفراش والاكل رغم أنه كان من المفترض أن نزورها بالعيد لكن هذا هو عدونا الذي حرمنا ابسط حقوقنا.
قضينا آخر ليلة لنا بالمدرسة بعد أن استهدفها الاحتلال بقنابل الغاز اختنقنا انا واخواتي دانا ولانا من شدة الغاز. هربنا مسرعين باتجاه المستشفى قضينا فيها بعض من الساعات نتلفى الاسعافات الأولية ومن ثم ذهبنا الى مدينة غزة عند اصدقاء ابي وأيضا، كان القصف في كل مكان شعرنا بالغربة ونحن في وطننا!
انتهى العدوان وعدنا الي بيتنا وجدنا النوافذ والأبواب والسطح مدمرا حمدنا الله رغم المعاناة أننا لم يتاذى منا أحد، رجعنا بحزن لكن سالمين.
صالح الكفارنة
١٣عاما
هذه مختارات من شهادات حية للاطفال و الامهات خلال العدوان الاسرائيلي على غزة في ايار الماضي.
المساهمات هذه من مكتبتي اطفال المجلس العالمي لكتب اليافعين - فرع فلسطين (ايبي) في كل من منطقتي بيت حانون ورفح في غزة
تم نشر خبر ومقتطفات منها في القد س العربي
https://www.alquds.co.uk/المجلس-العالمي-لكتب-اليافعين-في-غزة-ين/comment-page-1/#comments
قمنا بترجمتها للانكليزية وارسالها الى MiddleEast Montor الت نشرت الشهادات كلها
https://www.middleeastmonitor.com/20211217-the-nightmares-palestinian-children-live/