في الحبّ والإحتلال
حكايا اطفال القدس
رسومات اطفال غزة
في الحبّ والإحتلال
ملك سيد أحمد – 13 عاما
نادية خليل- 15عاما
ولدتُ في القدس أنا أُحب الخيال وخيالي واسعٌ جداً، نشأ لديّ من شغفي بالقراءة. فأنا أقرأ الكثير من الكتب والقصص والروايات، منها رواية "بقايا مريم" وربطتها في واقعي الذي أعيشه في القدس بساطة، في القدس تتجسد الروحانيّة، تتغلغل في الجسد وتنتشر، تشعر بالانتماء إليها منذ ولادتك.
أسواقها بهيجة، تعمّها عربات البيع المنتشرة في طرقات بلدتها القديمة، فتدلّ على بساطة أهلها الطيبين. كعكها وبرازقها لذيذيْن، أسوارها المرتفعة تدلّ على قوّة شعبٍ صامدٍ يقتدي بها كحصنٍ للمُقاومة. أحجارها القديمة شاهدة على تاريخ حضارة شعبها، كلّ شيءٍ بها جميل ، فريدٌ ومختلف، هواؤها المُعطّر برائحة شجر الزيتون.. أرضها شاهدة على أصالة ساكنيها ودماء شهدائها
جميل ، فريدٌ ومختلف، هواؤها المُعطّر برائحة شجر الزيتون.. أرضها شاهدة على أصالة ساكنيها ودماء شهدائها.
اما ناسها، فانا اتذكر عندما أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى ووضعوا البوابات الإلكترونيّة على أبوابه؛ لم يبقَ أحدٌ لم يُدافع، مسيحيٌ قبل المسلم، يُصلّون سويّاً كلٌ على طريقته، هلالٌ وصليب، كل ذلك كان لجميلتي زهرة المدائن.
ومن مآسي الاحتلال انه يصعب الحُبّ ، وهذا ما حدث مع أخي في الواقع، فقد أحبّ فتاة من قرية "قبيا"، تحمل الهويّة الفلسطينيّة الخضراء، ويُمنع دخولها القدس.. ولكن بالرغم من ذلك تزوجا، وأنجبا "نائل". نائل ابن أخي وعمره اربع سنوات مُشتت، فوراء الجدار يعيش حياة، وبداخله حياةٌ أُخرى، ولا يتسطيع أن يكون معنا ومع أُمّه في المكان والزمان ذاته.. حين يكون داخل الجدار يحنُّ لأُمّه.. وعندما يكون بالضفّة الغربيّة يحنّ لبقيّة أهله وأقربائه.. فيمتلئ بالمشاعر السلبيّة المتناقضة الكافيّة للبكاء والصراخ ، اتظنون ان الاطفال لا يشعرون بما يحدث?!
فالاحتلال حرب. والحبّ في الحرب مأساة حقيقيّة. هذه الحرب في القدس اسلحتها صامتة، ولكن ما من احتلال مستمر. والأملٍ المرجوّ من شعبٍ صامدٍ مستجاب في النهاية. وعواطف العاشقين التي باتت مُتحجرّة ستفيض، مُعبرين عنها بانتفاضة. والحرب الهادئة ستثور، رافعين راية الحبّ محققين العدالة والسلام