P B B Y

منالي الكبير

الخميس 18 شباط (فبراير) 2021 ::::: Rania

حكايا اطفال القدس
رسومات اطفال غزة
منالي االكبير

منال الطويل – 13 سنة
رسومات : ملك حسين شبات – 15 عام
في يوم من أيام شهر رمضان الفضيل، كنتُ ذاهبةً أنا وأُمي وأخواتي إلى المسجد الأقصى المُبارك.. وفي طريقنا إلى باب العامود

رأينا شابّ يبدو في أوائل العشرينات من عمره، وجنود الاحتلال الإسرائيلي يضربونه بقوّة.. شعرتُ بالغضب الشديد، وتألمتُ بشدّة في داخلي.. حيث تخيلتُ أخي "مهدي" مكانه، ولا يستطيع الدفاع عن نفسه، فالجيش يُحاصرونه بشدّة.. شعرتُ برغبة قويّة في الاقتراب منهم لأصرُخ بأعلى صوتي حتى يبتعدوا عنه ويتركونه وشأنه.. وعلى الرغم من القوّة التي بدت في داخلي حينها.. إلّا أنني أحسستُ بقلّة الحيلة وفكرتُ بأنني كطفلة لن أنجح في تقديم المساعدة لهذا الشابّ، فطفلة بعمري لم تتجاوز الثلاثة عشر عاماً ستبدو أمام الجيش كمن لا حول لها ولا قوّة.. فتراجعتُ عن قراري وشعرتُ بغصّة كبيرة في القلب، لأننا محتلين ونتعرض للكثير من الانتهاكات كالاستشهاد والاعتقال والتشريد وهدم البيوت، والمعاملة السيئة على الحواجز منذ أكثر من خمسين عاما عاماً، وما زلنا صامدين ونُقاوم بكل ما نملك.

أكملنا المسير نحو المسجد الأقصى.. فمررنا من طريق الوادّ.. حيث رأيتُ أصحاب المحلات التجاريّة يُباشرون بإغلاق محلاتهم استعداداً لموعد الإفطار.. تملكنّي شعورٌ قويّ بالأمل حينها بتحررنا وباقتراب فجر الحريّة،عند رؤيتي لهذه المحلات وأصحابها، فها نحن موجودون وباقون..

وصلنا إلى باب القطانين وهو أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك، حيث يتواجد الجنود عند الباب، يُفتشون الناس الداخلين للمسجد، نظرتُ إليهم باحتقار، ما يهمّ هو أننا وصلنا إلى المسجد الأقصى!

وصلنا إلى مكاننا المُقدّس الذي نُصلّي فيه ونقضي فيه أجمل الأوقات.. نظرتُ من حولي فرأيتُ الناس قد استعدّوا للإفطار، فأسرعنا إلى قبّة الصخرة حيث تجلس خالتي "ميرا" تنتظرنا مُجهّزة الإفطار، فإفطارنا في المسجد الأقصى بالنسبة لي أجمل من أيّ مكانٍ آخر.. لأنه يجمعنا مع أحبابنا ونتعرف على أشخاص جُدد نلتقي معهم على الخير والتقوى والمحبّة.. وهذا بالنسبة لي شيءٌ لا يُقدّر بثمن. فوجودنا في المسجد الأقصى شرف عظيم يتمنّاه كل مسلم وفلسطيني.. فهو يحتوي معالم دينيّة وتاريخيّة منها قُبّة الصخرة المُزخرفة بالأشكال والزخارف الجميلة والقُبّة المُرصعّة بالذهب، والمسجد القبلي والمسجد المرواني بتصميمهم وبنائهم البديع، ومكتبة الختنيّة المليئة بالكتب التاريخيّة، ومتحف المسجد الأقصى والآثار التاريخيّة فيه وغيرها من المعالم.
وبعد الانتهاء من الإفطار، استعدينا لصلاة المغرب. دعوتُ الله أن نتحررّ من الاحتلال، وسيأتي يوم وسيتحقق فيه ما دعوته، حينها سيمتلأ قلبي فرحا!


| | خريطة الموقع | الزوار : 57 / 7132

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع كتابات الأطفال  متابعة نشاط الموقع أطفال غزة والقدس معا في الابداع والأمل   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.19 + AHUNTSIC