عندما توقفت الأسماك الذهبية عن الرقص
في كل صيف، يجمع قبطان البحار طفلا من كل بلد من بلدان العالم.
يحمل القبطان بوصلة وخريطة كبيرتين ، يستدل من خلالهما على شواطئ البلدان .
كل طفل يصعد إلى السفينة، يغني مع الأطفال أغنية كتبها القبطان على ريشة من ريش النورس.
شمس ترسم بحراً
غيمة تغزل نخلة
طير ينثر عطرا
طفل يرقص فرحاً
فرس يصهل حراً
طفل يغزل لحناً
لحن يرسم وطناً
وطن يحضن أهله
البلدان كثيرة والرحلة طويلة وممتعة
يسافر القبطان بالأطفال إلى المضائق والخلجان والمحيطات.
تصعد بهم الأمواج إلى حدود السماء وتنزلهم إلى البحر، هناك شاهد الأطفال الحيتان والحوريات والأسماك الملونة.
نظر القبطان إلى الخريطة ومر بإصبعه الكبير على جميع المناطق
وسأل الأطفال: هل تعرفون جميع البلدان ؟ لوٌحوا بالريش وقالوا : نعم
القبطان: هل هناك بلد لم نمر به؟
الأطفال: مررنا بجميع البلدان.
لوحٌ طفُل بريشته معترضاً وقال: هناك بلد مررنا به ولكن لم تتوقف عنده.
كان هناك طفل ينتظر على الشاطئ وقد لوح لنا .
القبطان: هل أنت متأكد ؟؟
أجل أيها القبطان، قال الطفل: شواطئ بحر بلده مليئة بسفن تحمل مدافع.
تجمٌع كل الأطفال حول القبطان وصاحوا: أجل لقد رأينا تلك السفن.
القبطان: فعلاً أنا لم أقترب من تلك الشواطئ، لأنها منطقة محاصرة وغير مسموح للسفن بالعبور إليها. هناك احتلال والمنطقة مليئة بالعساكر والجنود والمدافع.
الأطفال: ولكن هناك طفل ينتظرنا ليأتي معنا أيها القبطان ؟
القبطان : من الصعب أن نعود إلى هناك ،لأننا سنتعرض للخطر .
مضى القبطان برحلته، وأخذ الأطفال إلى منطقة الأسماك الذهبية .
عندما رأت الأسماك السفينة أرادت أن ترقص كعادتها ولكنها لم تسمع غناء ...
الأسماك: أين هم الأطفال ولماذا لا يغنون؟
القبطان: لقد توقف الصغار عن الغناء، لأن لهم صديق ينتظر على الشاطئ المحاصر لم أتمكن من إحضاره بسبب الحصار والعدوان .
الأسماك الذهبية : إذن لن يغني الأطفال، ولن نرقص ثانية!
لابد من أن نجد طريقة لإحضار صديقهم من الشاطئ المحاصر .
وغاصت الأسماك في أعماق البحار وعادت من جديد ببريقها الذهبي وقالت:
لقد وجدنا طريقة لإحضار الطفل !! تستطيع أن تطلب مساعدة أفراس البحر
يجب أن تجمع كميات كبيرة من أجراس البحر.
طلب القبطان من الأطفال أن يتعاونوا على قطف أجراس البحر من الأعماق.
"لكي نحضر صديقكم من الشاطئ المحاصر".
الأطفال: كيف ؟
القبطان : بعد قطفها ، سنجمعها معا ًونهزها وستصدر رنينا ً ناعما سيسمعها أفراس البحر .
الأطفال : أفراس البحر؟
القبطان: نعم، أخبرتني الأسماك الذهبية أن لها قدرة عجيبة في التلون والغوص في الأعماق والاختباء من المدافع.
وبدأت رحلة القبطان والأطفال في أعماق البحار لجمع الأجراس والأسماك الذهبية تقودهم إلى أماكن تواجدها .
غاص الأطفال ودخلوا كهوفاً في أعماق البحار .
قطفوا الأجراس وصعدوا إلى سطح السفينة وجمعوها في باقات .
هزٌ الأطفال الباقات، وصدر عنها رنات أجراس ناعمة ، سمعت الرنين أفراس البحر
طلب القبطان من جميع الأفراس أن تجلب طفل من الشاطئ المحاصر.
لبت الأفراس طلب القبطان واجتاز ت المياه، لونت نفسها واختفت بين الأمواج . بعد ذلك حملت الطفل وركضت به عبر سهول البحر .
استقبله القبطان ورفاقه الصغار بحفاوة . وطلب القبطان منه مشاركة الصغار في الغناء .
غنى جميع الأطفال مع القبطان و صدحت أصواتهم في أعماق البحار وحدود السماء . فرقصت الأسماك الذهبية .
جاب القبطان البلدان الكثيرة وانتهت الرحلة، وصار عليه أن يعيد كل طفل إلى بلده .
نظر القبطان إلى النورس وقال: ألم ينته الحصار على الشاطئ؟
النورس: ما زال الحصار قائماً وما زالت المدافع موجودة .
التفت الأطفال إلى صديقهم وراح كل واحد منهم يطلب منه أن يأتي معه إلى بلده لحين انتهاء الحصار.
الطفل: بلدي جميلة فيها مدرستي وبيتي وأصدقائي ومركب صيد أبي. لابد أن أعود وأن كانت بلدي محاصرة .
عرف الأطفال ما عليهم عمله .
عادوا من جديد وجمعوا أجراس البحر، سمعت أفراس البحر الرنين وحملت الطفل.
وعندما اقتربت به الأفراس إلى بلده بين المدافع أمسك بها جيداً وأغمض عينيه ورٌدد
شمس ترسم بحرا ...
غيمة تغزل نخلة ...
...