أطفال فلسطين يروون قصصهم
جهان حلو
تشارك الكاتبة بمقتطفات من قصص كتبها الأطفال كجزء من مشاريع كتابة في فلسطين التي توفر مخرج للتعامل مع الحرب والصراعات لكي "يكبر الأولاد كالزهرة بين الصخور".
تصقل القصص الجيدة ثقافات الناس وحياتهم بفعالية. شدد إدورد سعيد على أهمية القصص، وبشكل أساسي قصص الشعوب المستعمرة فقال، "... القصص هي في قلب ما يقوله المستكشفون والقصاصون عن الأماكن الغريبة من العالم، وهي تصبح أيضا النهج الذي تستخدمه الشعوب المستعمرة لإثبات هويتهم وتاريخهم." التاريخ ليس فقط أحداث وتواريخ، وليس فقط ما يرويه الأقوياء والمنتصرون، بل التاريخ هو أيضا قصص الناس العاديين، وقيمهم الاجتماعية، ثقافتهم، حياتهم اليومية، عذاباتهم وآمالهم. الكاتبة إلسا مارستون فكرت في أهمية هكذا قصص، أيضا، قائلة، "أنا أعتقد، أن الخيال العلمي يؤثر بشكل دائم على القارئ. القصة الجيدة تقدم شخصيات يستطيع القارئ أو المستمع أن يتفاعل معها، تلفت الانتباه، تقترب من العواطف، وتبقى في العقل والقلب." تعتقد مارستون أن القصص التي تعكس توجه الكاتب إلى العدالة هي قوية جدا، قائلة، "... الأميركيون اليافعون أصبح بإمكانهم الآن أن يشاهدوا حياة اقراننهم في فلسطين من خلال شباك يتعدى جدار الفصل."
من المفرح للقلب أن نرى الترحيب الكبير الذي ناله كتاب "تذوق السماء" بقلم ابتسام بركات، حتى من قبل أولئك الذين لم يسمعوا من قبل قصص الفلسطينيين وتهجيرهم. إحدى نقاط القوة الرئيسية لكتاب "تذوق السماء" هي أنها مكتوبة بطريقة أدبية مؤثرة، بروح طفل، من دون تحفظات ورقابة ذاتية، وبالإضافة إلى ذلك، فهي تعالج قصة عذاب ونضال إنساني للبقاء والعدالة. عندما سئلت لماذا كتبت كتابها هذا، قالت ابتسام، "أنا ترعرعت في عالم يعاني لنيل الحرية ولا يستطيع لمسها! فكتبت كتمرين في الحرية وكتعبير عنها..."
قصص من الأطفال
هل كتابات الأطفال هي جزء من "أدب الأطفال؟" الكاتب العظيم ليو تولستوي كتب عن قوة قصص الأطفال في مقالة عنوانها، "من يجب أن يتعلم الكتابة ممن؟
هل كتابات الأطفال هي جزء من "أدب الأطفال؟"
هل على الأولاد الفلاحين أن يتعلموا الكتابة منا، أم علينا نحن التعلم منهم؟" مايكل آرمسترونغ شدد على أهمية مقالة تولستوي في التشديد على قدرات الأطفال الأدبية. راقب قائلا، "تولستوي يسعى إلى ثورة بشأن مفهومنا لفكر الأطفال... المقالة تستكشف موضوعا واسعا: الوعي الأدبي للطفولة، انعكاسها إلى التعليم وبشكل أكبر إلى الفكر عن الثقافة وميراثها. إنها تتحدى ما لا يزال يعتبر حكمة تقليدية عن انتقال المعرفة، الحصول على قدرة القراءة والكتابة، وإدخال الأطفال إلى الثقافة."
الأطفال الفلسطينيون لديهم الكثير ليكتبوا عنه، ليعبروا عن عذاباتهم وآمالهم، من دون تدخل من الأهل والمعلمين. هذا يؤمن ثغرة في الجدار، بما أن التقاليد لا تعطي الأطفال المجال لهكذا تعبير عن النفس. يشعر الأطفال الفلسطينيون أن قصصهم تمنحهم صوتا ليناضلوا من أجل حقوقهم المسروقة. بالإضافة إلى ذلك، فإن كتابة القصص تشكل علاجا فعالا للأطفال المصدومين والمضغوطين، وإحدى أفضل الوسائل ليعبروا عن إحباطهم وتطلعاتهم. المزيد من الأطفال يكتبون قصصهم الآن تحت رعاية مؤسسات وبرامج مختلفة. خلال الحرب الأخيرة على غزة، وبعدها مباشرة، حصل الفرع الفلسطيني للمجلس العالمي لكتب اليافعين على قصص مؤثرة جدا مكتوبة من قبل أطفال في برامج المكتبات.
إحدى التجارب الأكثر تفردا في تشجيع الكتابة الابداعية والتعبير عن الذات عند الأطفال هي مسابقة سنوية تنظمها مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي.
الفلسطينيون الذين فقدوا حقوقهم الأساسية كنتيجة للتهجير وسنوات طويلة من الاحتلال الإسرائيلي، يولون التعليم أهمية كبيرة ويؤمنون أنه اساسي في النضال للتحرر. بسبب تعطيل عملية التعليم، فإن التعليم غير الرسمي أصبح شعبيا ووسيلة مهمة جدا لبناء المعرفة. إحدى التجارب الأكثر تفردا في تشجيع الكتابة الابداعية والتعبير عن الذات عند الأطفال هي مسابقة سنوية تنظمها مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي. الأولاد يكتبون ويرسمون ما يسمى كتابي الأول. ("الكتاب الأول" تم نشره للمرة الأولى عام 1997). مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي هي مؤسسة تعليمية غير حكومية لا تبغي الربح تم تأسيسها عام 1989 وقد نالت جائزة أسترد لندجرين التذكارية عام 2009 لترويجها للكتب والقراءة.
الأطفال الفلسطينيون، بشكل عام، يكتبون عن مواضيع كثيرة، بما فيه الصداقة، التعامل مع الإعاقات، النضال من أجل المساواة في العائلة، إلخ. لكن، أفضل القصص هي تلك عن عذاباتهم اليومية، آمالهم وأحلامهم. القصص هي قصص شخصية، أو متخيَلة مستوحاة من وقائع حياتهم وثقافتهم، أو خيالية متأثرة بأناس محليين وقصص خرافية. القصص المستوحاة من حياة الأطفال هي قوية بشكل خاص. كل قصة هي عادة مرسومة من قبل الطفل الذي يكتبها، أو (أحيانا) من قبل طفل آخر.
من الملفت أن البالغين والأطفال يمكنهم التعبير عن مشاعر متشابهة في كتاباتهم. عند كتابة القطعة التذكارية "تذوق السماء"، قالت ابتسام بركات، "حين كنت أسكن في رام الله، كان هناك شعور أن أي شيء أحبه أو أملكه يمكن أن يؤخذ مني في لحظة. بكتابة هذا الكتاب، أصبح بإمكاني أخيرا أن امتلك جزءا من طفولتي، التي كنت أشعر أنها جزء من رام الله، في شكل قصة". من المثير للاهتمام أن فتاة فلسطينية صغيرة (لميس عوده) من غزة تقول شيئا مشابها عندما تصف الحصار والحرب على غزة قائلة، "لقد قتلوا كل ما نحبه."
هنا نموذج فقط من قصص الأولاد من برنامج "كتابي الأول" التي ترعاه مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي.
"قصتي مع شجرة الزيتون"
بقلم مهى غراب، عمرها 10 سنوات
مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، 2003
شجرة الزيتون لها رمزية خاصة في الحياة الفلسطينية. إن كثيرا من الكتاب والفنانين تأملوا في العلاقة العاطفية بين الفلسطينيين وشجرة الزيتون. مهى، وعمرها 10 سنوات، كتبت قصة شاعرية ومؤثرة عن العذاب الذي أصابها من جراء خسارة صديقتها، شجرة الزيتون. هذا يذكر بما قاله الفنان العظيم بول سيزان عن ذلك: "شجرة الزيتون هي مثل صديق قديم. إنها تعرف كل حياتي وتعطيني نصائح حكيمة. أحب أن أدفن تحتها."
" لطالما شعرت بظلها يلعب معي ويريحني من تعب أيام المدرسة. تخيلتها تروي قصتي للأجداد... حتى اني تكلمت معها كصديقة... في يوم من الأيام احتلت القوات الإسرائيلية مخيمنا بالدبابات، فكان علينا البقاء في البيت لبضعة أيام. عدت إلى المدرسة، وفي طريقي إلى البيت، ذهبت لأجلس تحت الشجرة التي هي جزء من عالمي الملائكي والمحب، العالم الذي لا يعرف الألم أو الحزن. مشيت باتجاه الشجرة بشعور سيء غير اعتيادي. عند وصولي إلى الشجرة عرفت سبب شعوري هذا، كانت الشجرة مقتلعة ومرمية على الأرض. كانت أوراقها تجف. لقد اقتلعوها... لم يستمعوا حتى لصراخها وأنينها. لقد سحبوا الأمل الذي ترعرعت وحلمت به تحت ظلها. لم يعاملوها جيدا لأنها ترمز إلى السلام وقد زرعت في أرض السلام..."
"قصة إرادة الله"
بقلم جوانا شاما، عمرها 9 سنوات
مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، 1997
جوانا، من الناصرة، تروي قصتها. هي تتحدى النظرة المتخلفة في مجتمعنا فيما يتعلق بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. ولدت جوانا وعينها اليسرى مغلقة تقريبا، مع أنها تستطيع الرؤية بها. تحتج كيف أن زملاءها سخروا منها وأحبطوها من خلال نعتها بأوصاف مثل "عمياء"، "لها عين واحدة"، و"حولاء". نصحها الأطباء أن تمرن عينها، وطمأنوها أنها عندما تكبر ستفتح عينها كما العين الأخرى. تنهي جوانا بأن تكتب، "أنا أتمرن يوميا لأحقق أحلامي... سوف أصبح طبيبة عيون... سأساعد العميان وذوي الاحتياجات الخاصة، وأقول لهم من كل قلبي بألا يفقدوا الأمل!"
في السنة الفائتة، فكرت جوانا بالقصة وكتبت لي قائلة، "لقد منحتني القصة القوة... ذهل والداي عند قراءتها، لم يكونا على علم بعذابي. كثير من الأهل والناس يقرأون قصتي ويقولون لي أنها جعلتهم يدركون أهمية تقبل "الأخر" و "ذوي الاحتياجات الخاصة". تنهي جوانا: "كانت القصة ناجحة لأنها كانت واقعية وصلبة!"
أنا سعيدة أيضا أن أقول إن عين جوانا قد فتحت الآن. هي تدرس في ألمانيا لتصبح طبيبة عيون.
"الطفولة الضائعة"
بقلم مشيرة الحاج، عمرها 16 سنة
الرسوم لحنان القاضي، عمرها 14 سنة
مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، 2003
كتبت مشيرة الحاج قصة قوية، بطريقة خيالية. انتقدت القيم القبائلية، وتكلمت عن عبثية أن تعامل الطفل كراشد. قصته تصف كيف أن طفلا يبلغ من العمر 10 سنوات، وهو ابن زعيم قبيلة بدوية، "كان ينضم إلى اجتماعات كبار السن في القبيلة البدوية. يجلس إلى جانب والده ويستمع إلى الكلام عن المجد والأبدية. إن شيخ القبيلة يعلم الصبي كيف يكون رجلا وبالتالي، فان حلم الصبي هو أن يصبح رجلا. بعد الاجتماعات، يلقي الصبي رأسه، وهو الرأس المليء بأفكار كثيرة، إلى جانب جدته ويستمع إلى قصصها، وهي ترويها كل ليلة. لكن هذه الليلة الأمر مختلف. يحلم الصبي بحوار مع غيمة تقول له: مرحبا يا صبي. مرحبا! لكن أنا رجل ولست صبيا. لكن الغيمة تتحدث معه عن الطفولة..."
تنتهي القصة: "يجب أن نعيش طفولتنا دون أي حاجز لهذا الحق، سنكتفي بهذا الحق إذا حصلنا عليه. نكتب على الغيمة: "الطفولة".
"الكوب الضاحك"
بقلم محمود الرياض، عمره 9 سنوات
مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، 2002
كثير من القصص يعالج بشكل مباشر أو غير مباشر موضوع الخسارة. في عمر 9 سنوات، حصل محمود الرياض على هدية "كوب ضاحك" وقد أحبها كثيرا. هذا الكوب كان قد استعاره صديقه ولكن... في اليوم الثاني، عند سؤاله عن الكوب، أخذ صديقه يبكي وقال " إن شقيقه الصغير كسر الكوب. كنت حزينا جدا ولم اشتر أبدا كوبا آخر. لا أريد أن أكون صديقا لأي كوب، لأنني لا أريد أن أحزن عندما أخسره."
"الصوت الراحل"
بقلم مهى عقل، عمرها 13 سنة
مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، 2003
الخسارة اليومية للأحباء كنتيجة للقمع والاحتلال تسبب عذابا كبيرا للعائلة والأصدقاء. هالة، التي مات شقيقها، تشعر بالخسارة الكبيرة لشقيق وصديق، وتذهب إلى غرفته حيث "تشم ثيابه وتلمس الهدايا الجميلة التي أهداها إياها في السنة الماضية لعيد ميلادها. لقد رحل باسل. رفعت صوتها وصرخت، ربما يسمع صرختها، لكن لا شيء... صرخت في سريرها وفي كل مكان، ثم توقفت. لقد انطفأ صوتها..."
صوت هالة انطفأ. لا فائدة من صوت لا يُسمع. هالة حزينة وهادئة تجلس قرب سرير باسل بدون صوت، لا أمل ولا شقيق.
"الطفولة الضائعة"
بقلم مصطفى بكير، عمره 14 سنة
مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، 2002
هذه القصة تعكس توقعات الفلسطينيين الذين سُمح لهم بالعودة إلى الأرض المحتلة بعد اتفاقيات أوسلو. اعتقد الكثيرون أنها نهاية الاحتلال، لكن الواقع على الأرض كان مختلفا. مصطفى، الذي يروي قصته برؤيا وفكر عميقين لصراعاته الداخلية، قال إنه سعيد بالعودة إلى غزة واعتقد أنه سيعيش كطفل اعتيادي كما عاش في المنفى في تونس. اكتشف أن الأطفال في غزة يلعبون ألعابا حربية وكانوا يعانون من قلة في تسهيلات اللعب. في البداية تفاجأ، وانزعج ولم يتأقلم. بعد بعض الوقت، أخذ يتغير وكتب، "في لحظة الحقيقة اكتشفت اني غريب في وطني، وأردت أن اتخلى عن الأطفال الآخرين وتمنيت العودة إلى تونس. كنت تافها بهذا التفكير... فجأة، شعرت برغبة قوية لأدمر كل ألعابي التي تزين غرفتي! ركضت إلى الشارع لأنضم إلى الأولاد والشباب الفلسطينيين في مقاومتهم للاحتلال."
"اليأس والأمل في الحياة-الذهاب إلى القمر"
بقلم دعاء اللوح، عمرها 13 سنة
الرسوم لدعاء محي الدين، عمرها 13 سنة
مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، 2005
بعض القصص التي يكتبها الأطفال لديها روح الدعابة أو اللعب على الكلمات.
"سمع طفلان من غزة عن رحلات إلى القمر وقررا الذهاب للعيش بسعادة هناك، بما أنهما كانا يعيشان حياة تعيسة جدا تحت الاحتلال، يواجهان الموت، الحواجز العسكرية والإغلاق. خلال بضعة أيام، قاما بكل التحضيرات الضرورية. في صباح باكر، أخذا الطعام والملابس الضرورية وتسللا من بيتهما. ذهبا بالسيارة إلى معبر بيت حانون... ولكن، تفاجآ أنهما لا يمكنهما الذهاب إلى القمر لأن معبر بيت حانون كان مقفلا!"
"بائع البيض"
بقلم سعاد فؤاد البوبو، عمرها 12 سنة
مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، 2005
قصة ساخرة فيها تلاعب لفظي، هذا الاختيار يعكس نضال النساء لدعم عائلاتهن. فاطمة، بائعة البيض عليها أن تدعم عائلتها منذ أن صار زوجها سجينا سياسيا منذ 5 سنوات. تركت فاطمة منزلها في مخيم اللاجئين بعد أيام طويلة من حظر التجول. جمعت البيض الذي أنتجته دجاجاتها وذهبت إلى السوق لبيعه، آملة أن تتمكن من سد بعض حاجات أولادها والحصول على ثياب جديدة للعيد. بدأت فاطمة تحسب ماذا يمكنها أن تجلب لأطفالها الخمسة بمبلغ قليل من المال.
"فيما كانت غارقة في التفكير، خدش أذنيها صوت سميك يتحدث العربية بضعف. عندما رفعت عينيها لمصدر الصوت، كان هناك أحد الجنود الإسرائيليين. قالت لنفسها بصوت منخفض، "سوف يشتري كل البيض. سوف أبيعه البيض مقابل 6 ليرات للبيضة بدل من 5". صرخ الجندي، "4 ليرات وسوف اشتري كل ما لديك" قالت فاطمة، "هذا بيض عضوي، فتح (بداية) للدجاجة." لم تكد تنهي جملتها حتى أخذ الجندي يركل البيض كالمجنون ويكسره برجليه ويقول، "فتح... حتى في البيض، فتح." وقفت فاطمة محاولة حماية البيض من رجلي الجندي المجنون، قائلة وهي مصدومة، "بنطال الصبي، فستان الفتاة!"
المكتبات تشارك
القصص التي كتبها الأطفال في مكتبتي المجلس العالمي لكتب اليافعين فرع فلسطين هي ايضا مؤثرة جدا. كان مذهلا كيف أن الأطفال استطاعوا التعبير عن مشاعرهم ضد الحرب وأحلامهم في عالم عادل ومسالم بجمل وعناوين قصيرة مثل: لن أنام، لكي لا أحلم (رنا البسيوني)، أليس من حقي أن أعيش بسعادة؟ (أمل الهسي)، لقد قتلوا كل ما نحب (لميس عوده)، لماذا يقمعوننا؟ (يسرى البسيوني)، ونحن الأطفال الصغار نكره الحرب ونكره الذين يحبون القتل والتدمير (إسراء سحويل). هنا مقتطف من أحد الأمثلة.
"الغبار والنار"
بقلم آلاء حسن، عمره 18 سنة
مكتبة المجلس العالمي لكتب اليافعين في غزة (غير منشور)
هذه القصة الأخيرة تصف قساوة الحرب وخوف طفلة تنتظر أمها وأباها وهما في نار الحرب.
كانت أمي تعمل في غزة كالمعتاد، ولأول مرة شعرت كهؤلاء الذين قدرهم أن يخسروا حبيبا. تسلل الخوف إلى قلبي قائلا لي إني قد أخسر أمي. لقد سمعت الكثير من القصف ونيران المدفع القاسية فتخيلت أني لن أرى أمي ثانية. آه! أصرت دقات قلبي على عدم إطاعتي واستمرت في النبض بسرعة كحصان عربي. ساعات من القصف والقلق والانتظار مرت، وأمي ليست إلى جانبنا بعد، فيما تأتي القذائف من كل زاوية، تقتل هنا وتجرح هناك. في عتمة هذا الانتظار وصلت أمي أخيرا إلى المنزل، وفرحت كثيرا...
استنتاج
القصص الجيدة التي يكتبها الأطفال نفرح بقراءتها، وهي قطعا جزء من التاريخ الاجتماعي وهي تعكس النضال للتغيير الاجتماعي. علاوة على ذلك، فانها تساعد في تقوية الأطفال من خلال التعبير عن الذات. الأطفال هم ضحايا العنف والحرب حول العالم، ، ومشاريع من هذا النوع يمكنها أن توفر لهم طريقة للتأقلم والانجاز. كارمل، عمرها 21 وهي أحدى الأطفال الذين شاركوا في مشروع "أول كتاب" منذ 10 سنوات، وهي راشدة الآن، تفكر بشغف بخصوص تجربتها، "أنا أشعر بالفخر أني كنت طفلة في هذه المؤسسة، التي علمتني أنه علي أن أحوم بأفكاري حتى السماء، علمتني، أنه ليس من نهاية للحواجز التي قد تقف في وجه الحقيقة والابداع، وعلمتني ايضا أن كسر هذه الحواجز أمر ممكن لكي أتمكن من النمو كالزهرة بين الصخور!
* جهان حلو هي رئيسة فرع فلسطين للمجلس العالمي لكتب اليافعين وعضو في اللجنة التنفيذية للمجلس العالمي لكتب اليافعين. عملت كمديرة عامة لمؤسسة تامر للتعليم المجتمعي من عام 2000 حتى عام 2006.
Bookbird: A Journal of International Children’s Literature, Volume 48, Number
1, January 2010, pp. 16-22 (Article)