يوم سعيد
حنان ابو لولي
١٢ عاما
أشارك صديقتي أمل في المقعد الخشبي البني الخلفي في الصف، دائما أسبقها للجلوس بالقرب من الشباك الأزرق الذي يطلّ على ساحة المدرسة، أحب الجلوس بالقرب من الشباك، حاولت صديقي أن تسبقني مرةّ لتجلس بالقرب من الشباك، شعرت إنها احتلت مكاني وحبي للشباك... غضبت كثيرا، فقررت أن لا اجلس في المقعد، وجلست في مقعد آخر، هي لم تنتبه أني لم اجلس بالقرب منها...
انتهى اليوم الدراسي، حاولت أن تبحث عني فلم تجدني، لأننا متعودتان أن نأتي معا ونذهب للبيت معا وطوال الطريق نتحدث...
جاءت لبيتنا تسأل عني، قالت: لماذا لم تنتظريني، قلت: أنت أخذت مكاني بالمعقد بالقرب من الشباك وأنت تعرفين أنا أحب الجلوس بالشباك... لم ترد وذهبت إلى بيتها... في الصباح الباكر ليوم دراسي جديد، جاءت وقالت أريد أن أتحدت معك... استمعت لها قالت: يوجد وردة مزروعة في حديقة المدرسة وأردت أن أراقبها عبر الشباك لأني أريد أن أهديها لك، كنت أرقبها خوفا من احد أن يقطفها...
حضنت صديقتي وقلت لها أنا احبك، دخلنا الصف معا، فوجد وردة حمراء كبيرة موجودة على المقعد، قالت: هذه الوردة التي راقبتها لأجلك... وفرصة للتعبير عن الحب لك. اللحظات السعيدة في العادة يسبقها الكثير من اللحظات الصعبة وقد نشعر في أحيان كثيرة أنّ الحياة توقفت، وأنّ السعادة لا وجود لها، وأنّ اليوم السعيد ما هو إلا محض خيال، لكننا نكتشف فيما بعد أنّ الأيام السعيدة قادمة رغم رغم كلّ شيء.