P B B Y

طفولة تحت الاحتلال: د كناعنة

الاثنين 10 شباط (فبراير) 2014

د. شريف كناعنة يتحدث عن طفولته تحت الاحتلال في لقاء مع المجلس العالمي لكتب اليافعين-فرع فلسطين

كان اللقاء مع د. شريف كناعنة ليحدثنا عن كيفية الحياة تحت الاحتلال. في بداية الحديث فسر لنا د. شريف معنى اسم قريته التي تدعى "عرابة البطوف" وتعني على الرابية، الناس يعتقدون ذلك . ثم بدأ بالتحدث عن الحياة في سنة 1935-1936 ، تحدث عن ذكرياته وهو طفل في تلك الفترة وعن الزجل الذي كان يقام في ساحة القرية فكان الزجال يلقي الزجل والرجال تحيطه بالرد عليه. المقصود أن نوح إبراهيم كان هو الزجال.

1938-1939

تحدث عن التخريب والدمار الذي حل في القرية في ذلك الوقت وعن وحشية الاحتلال من تحطيم منازل وتخريب الأراضي الزراعية. ويذكر بأنه كان يرى مع الجنود البريطانيين جنود سود البشرة من السنغال.

1948

في ذاكرته في تلك الحقبة أشياء مخيفة. منذ بداية الاحتلال وعندما كان طفلا صغيرا كان يسمع حديثا يدور بين أبيه وأمه عن الرحيل وكانت هذه الكلمة تخيفه كثيرا كطفل. وتحدث عن جيش الإنفاذ الذي كان في تلك الفترة وكان يستخدم كل الطرق لاقتناص الأشياء بالقوة والإكراه.

وهناك قول ساد في تلك الأثناء "مثل جيش الإنفاذ بيركبوا كل اثنين على حمار واحد."

وكان هناك قائد أرمني يدعى دمرجيان كان يقضي معظم وقته بالنوم في الأرجوحة لا يفعل شيئا. وكان في البلد أديب الشيشكلي الذي أصبح فيما بعد رئيس سوريا.

وقال بأن عندما نقول حرب 1948 هذه الكلمة تزوير للحقائق لأنها لم تكن أيّة حرب حقيقية. إن هناك تبادلا برشق السلاح بين ثوار أهل البلد والجنود الإسرائيليين. وكان عدد قطع السلاح الموجودة في البلد يراوح بين 20 أو 30 قطعة سلاح.

وفي ذلك الزمان كانت خوابي الزيت هي مصدر الرزق كأنها بنك العائلة. وكان والد د. شريف يبيع الزيت لإحضار القوت للعائلة.

وذات يوم باع أبوه الزيت واشترى بارودة فرنسية قصيرة. استعملها للحراسة وكان معها الباغة المكونة من خمسة رصاصات.

وقال انه كان الفلاحون يزرعون الذرة البيضاء في سهل البطوف وكانت تصنع منها "الكراديش" ، مفردها كردوش (نوع من الخبز المقرقش الجاف).

وكانت المرأة غير الجميلة تلقب بالكردوش، يقال عنها وجهها مثل الكردوش الجاف. وهناك مثل متداول ولكنه بغيض "اضرب الكردوش برأس المسيحي فيسلم".

كانت هناك مناوشات بين قطف الذرة من قبل الفلاحين والهروب عند قدوم الدبابات.

وتكلم عن الثأر فأحيانا عند القتال كان رجال القرية يقتلون بعضهم البعض بحجة الثأر ويقولون انهم قتلوا من قبل الجيش الإسرائيلي. وما زال الدم والأخذ بالثأر موجودا لغاية الآن.

وقال د. شريف انه من المناظر المخيفة التي لن ينساها هي رحيل أهل القرى إلى لبنان. من هذه القرى مجدل ، عسقلان، طوباس، صفورية، حطين، ولوبيا وقرى أخرى. وكانت الهجرة تمتد للشمال إلى لبنان. كان أكبر قرية هي قرية صفورية. لم يهاجر كل أفراد القرى بل البعض منهم.

هذه القرى بقيت، الحديث عن صفورية وحطين ولوبيا، عندما غادر أهل القرية قريتهم كانوا يستقرون بين شجر الزيتون لفترة يومين أو ثلاثة. ومن المناظر المؤثرة مشاهدة أهل القرى وهم يحملون الدجاج والسخول معهم. وكانت النساء هن الذين يقمن بالشحدة عوضا عن الرجال طلبا للأكل لعائلاتهن.
وتحدث عن لهجة الختيارات في صفورة فكن يقلبن الكاف إلى الهمزة. وكان الرجال يتكلمون بالقاف.

كان جيش الإنفاذ يدرب الشباب تدريبات خفيفة شمال يمين إلى الوراء در، إلى الأمام استعد، إلى آخره.

وتمّ احتلال القرى فجرا ودب الرعب في قلوب الناس وخوف كبير من اغتصاب بنات القرية. ويذكر د. شريف قصة عن عائلته. والد د. شريف كان خائفا جدا على ابنته جميلة من الاغتصاب لأنها ذهبت تحطب مع بنات القرية ولكنها عادت قبل دخول الاحتلال وارتاح بال الأب والجميع. وفي تلك الأثناء اجتمع وجوه البلد وشيوخها وقرروا عدم الرحيل والاستسلام لليهود. كان اليهود يجمعون رجال القرية في ساحة القرية المراح.

يذكر د. شريف عن ذكرياته بخصوص أول راديو رآه في حياته عندما أتوا . أهل قرية دنون التي تقع قرب عكا عندما أتوا إلى عرابة احضروا معهم راديو وكان الكل متعجب ومستغرب من الراديو. بعد سنة 1948 اصبح أهل القرى يطبخون نبات الخرفيش لأنه لم يكن أكل كفاية.

عندما دخل اليهود عرابة جمعوا الرجال في ساحة القرية ما عدا كبار السن . والد الدكتور شريف لم يذهب بل بقي جالسا على مقعد أمام بيته فأتى إليه ضابط يهودي وطلب منه قطعة السلاح وعندما أجاب الوالد بالنفي ضربه على خده وسقط العقال وهذا المنظر ما زال يؤثر على الدكتور شريف.

لم تكن صلاحيات كبيرة للمخاتير آنذاك والصلاحيات الممنوحة لهم هي أن يشتغلوا مخبرين وإن رفضوا كانوا يهمشون.

عن التنقل بين القرى فمنذ سنة 1948 إلى سنة 1958 التنقل من قرية إلى أخرى يتم بواسطة تصاريح.

عند افتتاح المدارس في سنة 1948 لم يكن هناك معلمين فكان الطلاب الكبار يعلمون الطلاب الصغار. والثانوية الوحيدة كانت ثانوية الناصرة وهي موجودة هناك.

في الصف السابع انتقل د. شريف ليتعلم هو واخوه في الناصرة وكان لديهم غرفة. وكان الأكل الوحيد لديهم هو الزوادة التي كانت تحضرها أختهم وهي عبارة عن خبز طالبون مع زيت أو بقايا طعام. وكانت ترسلها لسائق الباص الذي يقوم بنقلها إلى الناصرة مرة في اليوم وكان أستاذ شريف يذهب لأخذ زوادة الطعام من سائق الباص وكانت عبارة عن غذائهم وعشائهم.

كان اليهود يشترون الزيت الجيد في تلك الفترة بسعر زهيد ويعطوا اهل القرية زيت اسمه كوكوز لم يكن له طعم جيد كزيت الزيتون.

ويذكر د. شريف أن أخته كانت تصنع لهم قمصانا من أكياس الخام وتصبغها باللون الأزرق وكانوا يلبسون شورتات في تلك الفترة.

لقد سار د. شريف عدة مرات مشيا على الأقدام من عرابة إلى الناصرة وكانت المسافة حوالي 35 كيلومترا.

حدثنا عن قصة أنّبت ضميره وما تزال لغاية الآن. كان عمره ثلاث سنوات وكان عندهم خرابة لها طاقة فيها دجاج بياض. ذات يوم وجد د. شريف بيضة أخذها واشترى بها حب قريش. كان البيض يستعمل كعملة وكان الأب هو الوحيد الذي يأكل البيض.

وحدث أنه في احد المرات أصيب د. شريف بالتيفوئيد وكان منتشرا في تلك الفترة 1941 فعاش عند جدته الأرملة والدة امه في خشة في عكا ليتعالج هناك. وكان يتحمى ويأكل شاي وقرشلة. كانت القرشلة تعلق بخيط وكانت نفسه عفيفة جدا . لكن في أحد المرات كان لوحده في البيت وجد جرة فيها ملح. تناول الملح وذاقه وفرح لذلك وشعر بألم لأنه ذاق الملح وحلف أن لا يعيدها مرة أخرى.

انتهى اللقاء الشيق الذي أتحفنا به الدكتور شريف كناعنة. والى لقاءات أخرى شيقة.


| | خريطة الموقع | الزوار : 228 / 10438

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع فلسطين: فعاليات   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.19 + AHUNTSIC