وجدنا الموت أمامنا
هربنا من الموت لقينا الموت أمامنا
الاسم : عبد الهادي سليمان الهسي
العمر: 14عاما
مكتبة الشوكة - رفح
يوم جديد من أيام المأساة التي عاشها اطفال قطاع غزة وهو بداية الحرب لن اكتب كثيرا ولكن سأتحدث بكلمات سوف يفهمها أي انسان عنده كرامة وانسانية.
كان القصف على مدينة رفح شديدا جداً قبل العملية البرية. سمعت صوت انفجار هز الارض من تحتي وكأن الارض تتحرك، هذا الصوت نهارا وذاك الصوت ليلا هذا الصوت عصرا وذاك مع الظهيرة هذا القصف على المدنيين وذاك في الاراضي الفارغة. هذا ما كان حال كل قطاع غزة.
لا أذكر أنه مرت مدة ساعة ولم اسمع صوت القصف والقذائف وأصوات الصغار وخوف أبي وخوف أمي، وخوفي الأكبر وخوف أختي الأصغر مني التي كانت تبول لا أراديا معظم الوقت.
الموت في كل مكان ولا مكان آمن هرب الناس من كل مكان من منطقتنا وكان الناس لا يعلمون إلى أين هم ذاهبون.
أذكرأننا هربنا أنا وإخوتي وأبي إلى مدينة خان يونس إلى أقارب لنا ظنا منا أنها أكتر أمناً، ولكن ذكرت انه لا مكان آمن. وبعد وصولنا بعدة ساعات هربا من الموت لقينا الموت أمامنا إذ قصف مجموعة مواطنين من عائلة الأسطل فرأيت الطفلة الممزقة والمرأةالمقطعة والدماء التي سالت.
ولأول مرة ارى هذه الاشكال التي أخذت تتكرر كحقيقة وكحلم حتى في منامي لا تغادرني المرأة والطفلة وأنا صاح. دعوت ربي أن أموت لأنني لم استطع الاستمرار بهذه المأساة التي لاتفارقني. وبعد عدة أيام من المعاناة وبعد المجازر التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني سمعنا بوجود هدنة وذهب ابي وعدد من اقاربنا الي منطقة الشوكة.
وقبل الوصول الي المنطقة سرعان ما انقلبت الاحوال والقصف من كل مكان: الطائرات تقصف والدبابات تقصف والطائرات تطلق النيران.
سمعنا ان الهدنة خرقت وانه يوجد عدد كبير من الشهداء والاصابات. بدأنا بالاتصال بأبي وبعمي فكان الخط مغلقا لا احد يجيب. الكل بدأ يصرخ والدموع بدأت تغرق الوجوه. وبعد دقائق اتصل احد اقاربنا بأمي وقال لها ان أبي قد استشهد فصعقت.
احداث صعبة تتوالى وفراق الاحبة وحضن ابي سيفارقني. قلبي بكى ودموعي نزلت، يومها جف من جسدي كل الدماء والماء. وعند الساعة العاشرة مساءً اتصل أبي وقال لي أنا في مكان آمن وأنا على قيد الحياة يا رب لا تحرمني من أبي.