حرب مرعبة
حرب مرعبة وقاسية كأنها فيلم حربي لا يصدق
الاسم: حسام حمد
العمر: 13 عاما
مكتبة العطاء المدمرة
كنا في شهر رمضان لكننا لم نشعر بهذا الشهر الفضيل لان الحرب أنستنا الجوع ولكنها لم تنسنا الخوف والرعب. إننا نحب السلام لكن الصهاينة يحبون الموت والدمار والقتل.
أنا خفت كثيرا خلال الحرب، فلقد كانت القذائف في كل مكان كنا نختبئ في غرفة الدرج على أنها آمنة، لكن للأسف لم يكن هناك مكان آمن خاصة في بيت حانون. عندما شعرنا بأن الخطر يقترب منا قرر والدي ووالدتي مع بيت عمي وأولاده المتزوجين بالخروج حفاظا على حياتنا. واخذ كل منا يجهز بعض ملابسه وأوراقه المهمة ظانين أنها أيام قليلة وسنعود.
انطلقنا جميعا في الصباح الباكر بعد ليلة قاسية سادها الظلام والخوف والحزن والبكاء وفقدان الأمان، اتجهنا مشيا على الأقدام بعدما لم نتمكن من تامين مواصلات لصعوبة الوضع، حتى وصلنا إلى بيت احد أقاربنا في معسكر جباليا. قضينا وقتا صعبا خوفا على من تبقى من أقاربنا في بيت حانون. كنت خائفا على أخواتي وأطفالهن الصغاروأخذت أبكي بكاء شديدا عندما أسمع صوت الانفجارات الضخمة التي كانت تدوي في سماء مدينتنا المنكوبة، ولم يطمئن قلبي الا بعد أن خرج الأهل إلى مناطق آمنة، اقصد أكثر أمانا من بيت حانون لكنها لم تكن كذلك.
قضينا أسبوعا في بيت أقاربنا ولكن فوجئنا بأن الخطر يلاحقنا في كل مكان، فلقد تم قصف منزل قريب منا من طائرة استطلاع ومن ثم بطائرة أف 16مما أدى إلى استشهاد 8 أطفال كما ادى إلى تضرر البيت الذي كنا نسكنه وأصبح غير صالح للسكن. فررنا هاربين بسرعة الكل يكبرً ويهرب تاركا كل شيء وراءه .
انتقلنا إلى شقة أحد أصدقاء عمي والتي لم تكن مسكونة وهي في ساحة غزة فكانت غير آمنة لكن لا يوجد مكان غيرها، ولا يوجد فيها مياه ولا كهرباء. كان كل ما نعيشه حلما بل كابوس للان لا احد يستطيع أن يصدق بأنه حقيقة! أصبحنا نتابع الأخبار أولا بأول الكل يسمع بيت جارنا قصف، بيت ابن عمى قصف، كذلك بيت أختيّ الاثنتين. الكل يبكي منزله وكان لدى آخى بعض الماشية قتلت بشظايا القصف.
وفي الهدنة عدنا الى بيتنا لنرى حجم الدمار الذي خلفه الاحتلال فالمنازل مدمرة وكنا كل فترة بها هدنة نرجع نتفقد منازلنا ونرجع لان الاحتلال الغاشم لا يلتزم بهدنة او بشيء كانت حربا مرعبة وقاسية كأنها فيلم حربي لا يصدق.