الرسالة الإخبارية الأسيوية: مساهمة فلسطين
مساهمة المجلس العالمي لكتب اليافعين فرع فلسطين/ الرسالة الإخبارية الأسيوية
العدوان على غزة- العدوان على مكتبات إيبي
تعتبر الأسابيع الماضية من أكثر الأيام المروعة والمحزنة، فشعبنا في غزة يعيش في رعب وترقب دائم مع فقدان النوم لليالٍ طويلة، حيث يواجه الناس الموت والفقدان والدمار والتشريد، كما يعانون من نقص حاد في المواد الغذائية، والاحتياجات الطبية والماء والكهرباء، مع عدم وجود أيّ مكان آمن أو ملاجئ. وأكثر ما يفطر القلب هو القتل العشوائي المروّع للمئات من الأطفال والتسبب بجرح الآلاف، حيث أشار مسؤول في الأمم المتحدة أن معدل طفل بريء يتم قتله كل ساعة!
ليس من المبالغ به القول أن العدوان الإسرائيلي على 1.8 مليون نسمة في غزة هو إبادة جماعية وجريمة ضد الإنسانية؛ فاستهداف مجتمع يخضع للاحتلال ومدنيين عزّل من قبل احتلال مسلّح بأكثر الأسلحة التكنولوجية تطوراً، هو تطهير عرقي سافر يهدف إلى التغلب على صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني.
ومن أجل فهم الهدف من العدوان الوحشي لجيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لا بدّ أن نفهم الأسباب الجذرية للمشكلة الفلسطينية، فالحرب التي تشنها إسرائيل ليست حرباً على حماس بل على كل الشعب الفلسطيني الذين تم طرده عام 1948، واحتلاله عام 1967 وحصاره عام 2007. تشبه الأعمال الوحشية ضد الشعب الفلسطيني إلى حد كبير جرائم الحرب الإسرائيلية في لبنان، عندما اتّهمت حركة فتح بأنها حركة "إرهابية’، وعلى إثر ذلك قتلت إسرائيل وجرحت الآلاف من اللبنانيين والفلسطينيين، وأيضاً أثناء الغزو الإسرائيلي الهمجي للبنان عام 1982 والتي بلغت ذروتها في مذبحة صبرا وشاتيلا التي راح ضحيتها آلاف المدنيين الذين قُتلوا بدم بارد!
عند التحدث عن هذه القصة المؤلمة من المهم الإشارة إلى أن 80٪ من الفلسطينيين في غزة هم من اللاجئين، يشكّل الأطفال منهم أكثر من 40٪ هم الجيل الثالث/ الرابع من اللاجئين الذين اقتلعوا من وطنهم في نكبة عام 1948، حيث قتلت إسرائيل الآلاف من المدنيين، ودمرت أكثر من 450 قرية ومنعت عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم على الرغم من إصدار الأمم المتحدة لعدة قرارات بهذا الخصوص. هؤلاء اللاجئين عاشوا لسنوات طويلة في المخيمات ومن ثمّ في أكواخ وأحياء فقيرة أطلق عليها اسم مخيمات اللاجئين.
ونتيجة لهذا التطهير العرقي الذي مارسته إسرائيل كان المدنيون هم الضحية الرئيسية لذلك حيث وصلت نسبتهم إلى نحو 85٪، كانت فيها خسارة ومعاناة الأطفال مريعة. حتى كتابة هذا التقرير بلغ عدد الأطفال الذين قتلوا في غزة 463 طفلاً، فيما أصيب 2111 طفلا آخر، كما تم إبادة بعض العائلات إبادة كاملة، وتدمير مناطق سكنية بشكل كامل، فيما نزح أكثر من 500.000 شخص، فيما دمرت آلاف المنازل بشكل كامل أو جزئي جراء القصف الإسرائيلي، ناهيك عن استهدفت البنية التحتية بما في ذلك المدارس والجامعات والمستشفيات والمكتبات.
وقد كانت الأضرار كالتالي:
= أكثر من 1.2 مليون شخص لن يتمكنوا من الحصول على كمية كافية من المياه.
= أكثر من 141 مدرسة متضررة لن تكون جاهزة للعام الدراسي المقبل، إضافة إلى نقص في عدد المدارس يتجاوز الـ200 مدرسة.
= عدم تلقي 373000 طفل تعرضوا للصدمة لأي علاج أو للدعم النفسي والاجتماعي الضروري والمباشر.
= أكثر من 490000 نازحاً لن يحصلوا على المساعدة الغذائية العاجلة التي يحتاجونها خلال شهور الأزمة.
= أكثر من 40785 وحدة سكنية تعرضت لأضرار طفيفة أو كبيرة وسوف تجد بعض الأسر نفسها دون مكان تعود إليه.
المصدر: http://www.ochaopt.org
قصفت إسرائيل سبع مدارس تابعة للأمم المتحدة كانت عبارة عن ملاجئ للفلسطينيين المشردين، إضافة إلى ارتكابها مذابح مماثلة تضاف إلى مذبحتيّ قانا اللتين ارتكبتهما إسرائيل ضد المدنيين اللبنانيين عاميّ 1996 و 2006.
نتج عن ثماني سنوات من الحصار على غزة خسائر كبيرة منها النقص الحاد في الاحتياجات الإنسانية الأساسية، فمنذ اليوم الأول للعدوان استهدف الاحتلال الإسرائيلي المدنيين والبنية التحتية والمواد الغذائية والإمدادات الطبية، بما في ذلك محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة، إضافة إلى تم تدمير جميع المواد المخزنة لدى الأونروا وكافة المخزون الطبي لدى وزارة الصحة قبل يومين فقط.
وفي شهادة ممثل اللجنة الدولية في غزة قال: "أنا لم أر قط مثل هذا الدمار، الكثير من الدمار، الكثير من الدماء.."
يحظر القانون الدولي استهداف المدنيين لأي سبب من الأسباب؛ وفي الوقت الذي أكد مسؤولون في الأمم المتحدة أنه ’لم
يتم العثور على أية أسلحة في مرافق الأمم المتحدة
فشل مجلس الأمن الدولي بإصدار قرار رادع أو حتى يدين الجرائم الإسرائيلية وذلك بسبب الدعم اللامحدود والمخزي لحكومة الولايات المتحدة لإسرائيل. الجرائم تستمر، الموت والدم والدموع لا تتوقف!
وبالتالي، فإن اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني واتفاقية حقوق الطفل قد لقوا حتفهم في غزة! الآن، يمكن القول أن أي طفل يبلغ من العمر ستّ سنوات في غزة قد حضر ثلاثة حروب تطهير عرقي، مروعة!
والآن أيضاً ومع وجود عدد كبير ومتنوع من القنوات التلفزيونية الفضائية ومع الدور الحيوي الذي تؤديه وسائل التواصل الاجتماعي، يرى جميع الناس حول العالم الأعمال الوحشية التي ترتكبها إسرائيل؛ فلا تلاعب ولا أكاذيب، وليس هناك مجالاً لقلب الحقائق! هذه المشاهد أدت إلى غضب الرأي العام في جميع أنحاء العالم، ولم يصدقوا كيف يُسمح لهذه المجازر بأن تستمر. وخلافاً للموقف المخزي لحكومة الولايات المتحدة وحلفائها، يتظاهر مئات الآلاف من الناس في جميع أنحاء العالم ضد العدوان الرهيب على غزة، مطالبين بوقفه وإنهاء الحصار على غزة، إضافة إلى وضع حدّ لاحتلال فلسطين كونه الطريق الحقيقي لتحقيق السلام العادل!
رفعت إيبي صوتها منذ الأيام القليلة الماضية، من خلال:
= رسالة مفتوحة من رئيس المجلس العالمي لكتب اليافعين/ إيبي
= بيان إيبي بخصوص الوضع الحالي في غزة- 11 تموز/ يوليو 2014
= بيان حول مكتبات إيبي في غزة- 19 تموز/ يوليو
= متابعة وتحديث المعلومات حول مكتبات إيبي والزملاء في غزة- 29 تموز/ يوليو
فيديو حول تدمير منطقة بيت حانون التي كانت تتواجد بها مكتبة إيبي:
أعدت إيبي فرع المملكة المتحدة رسالة نشرتها في صحيفة الجارديان يوم الثلاثاء 22 تموز/ يوليو 2014، تم توقيعها من قبل مجموعة واسعة من عالم الأطفال في المملكة المتحدة (ما يقارب الـ 70)، وقد تمّ نشرها مع دعوة أكاديمية لوقف إطلاق النار مقابل اتفاق سلام عادل.
http://www.theguardian.com/world/2014/jul/22/academics-call-for-ceasefire-peace-agreement
كما نظمت إيبي المملكة المتحدة حملة واسعة عبر وسائل الإعلام الاجتماعي.
تتقدم إيبي فلسطين بشكرها وتقديرها لجميع المتضامنين الذين عبروا عن تضامنهم في عدة فروع من فروع إيبي وللأصدقاء من جميع أنحاء العالم؛ حيث كان هناك العشرات من إعادة نشر منشورات إيبي حول العدوان على غزة على المواقع الإلكترونية وصفحات الفيس بوك، كما تمّ ترجمة بعضها مثل فرع كاتالان إيبي الإسبانية وإيبي إيران الذي ترجموا بيان إيبي وأي جديد حول العدوان إلى الفارسية، ونشرها على صفحتهم الإلكترونية، إضافة إلى شكرنا إلى أصدقاء آخرين ترجموا هذه الماد ولا نعرف عنها.
قلوبنا تدمي للخسائر الكبيرة في الأرواح ولمعاناة الناس الهائلة في غزة، ومع ذلك، نحن مصممون على النضال من أجل التحرر والسلام، وبدعم من عائلة إيبي الرائعة، سوف يتم إعادة إعمار مكتبات إيبي في غزة وإعادتها إلى الحياة، فنحن لن نخسر ثقتنا في قوة تأثير الكتب والقراءة!
جهان حلو
6 آب 2014
= = = = =
من صور الدمار في غزة
الفن في الحرب
صور من المكتبة قبل تدميرها