P B B Y

كتاب حدائق الأمل

الاثنين 10 شباط (فبراير) 2014

قصص وأمنيات من غزة. نشرت هذه النصوص في كتاب "حدائق الأمل".

الحلم الجميل

دامت الحرب على قطاع غزة اثنان وعشرون يوما ونحن نحلم بان تنتهي الحرب، فهي تركت دمارا وحزناً كبيرا وحرمت أطفالا كثيرين من أمهاتهم وآباءهم وشردت عائلات كثيرة، حتى إن المدارس لم تسلم من بطش الاحتلال فمدرستي قد أصيبت بصواريخ الطائرات الحربية.

كم احلم إن يكون لي بيت صغير في بلدي الحبيب فلسطين الخضراء وأنعم بالأمن والسلام و أن أحمل كتابي واذهب إلي مدرستي دون خوف أو حزن كباقي أطفال العالم الذين ينعمون بالأمان، أتمنى أن يسمع العالم أمنيتي وان أرى يوما يتحقق فيه حلمي الجميل.

مريم يوسف الهسي - العمر: 12 عاما
غزة - فلسطين


حوار في المشرحة

هذا الحوار يجري بين شقيقتين فلسطينيتين صغيرتين استشهدتا نتيجة القصف الإسرائيلي على غزة، لما وهبة (لما هي الصغرى).

لما: الجو بارد جدًا هنا، لماذا القبر بارد إلى هذا الحد ويلمع كالمعدن؟

هبة: هذا ليس قبرًا، هذه مشرحة كما كنا نشاهد على التلفاز.

لما: هل تظنين أن رفاق الصف يروننا؟

هبة: طبعًا، نحن شهيدتان الآن.

لما: هل من الممكن أن أكون شهيدة الآن؟ أنا صغيرة السن، أريد أن أصبح طبيبة عندما أكبر، ولا أريد أن أموت الآن.

هبة: أخلدي إلى النوم الآن، غدًا نحن ذاهبتان إلى الله، علينا أن نستيقظ باكرًا.

لما: أتعرفين، كنت فعلاً أريد أن أعرف ماذا سيحدث في نهاية المسلسل الطويل الذي كنا نشاهده، هل تظنين أن لديهم تلفازًا في الجنة؟ ما زلت أشعر بالبرد.

هبة: تعالي واستلقي إلى جانبي.

لما: هل تظنين أنه عندما نذهب إلى الله سيضعونني في الجحيم؟

هبة: لماذا، ماذا فعلت لتستحقي ذلك؟

لما: في الأسبوع الماضي أخذت قلم إياد ولم أعده له، هل تظنين أنه غاضب مني؟

هبة: كلا، كلا. لا تقلقي بشأن ذلك، إن إياد يصلي لأجلك الآن

بضع لحظات من الصمت فيما المصورون يأخذون الصور)).)

لما: في أي وقت سنذهب غدًا إلى فوق ؟

هبة: لست أدري، هناك الكثير من الشهداء اليوم، سيكون هناك ازدحام غدًا.

لما: غدًا سأبحث عن الشيخ ياسين (قائد حماس المستشهد) وألقي عليه التحية.

هبة: وأنا سأجد الشهيد ياسر عرفات.

لما: نعم، لطالما أحببتِ فتح أكثر.

هبة: نعم، ولكن أنت تحبين حماس وما زلت أجهل السبب.

لما: أبونا يحب حماس.

هبة: ولكن أمنا تحب فتح.

لما: لماذا لا يجلبون لنا الطعام هنا

هبة: أي طعام، نحن ميتتان ما بك؟

لما: ميتتان؟ منذ أقل من دقيقة قلت إننا شهيدتان، وأنا جائعة.

هبة: انتظري حتى الصباح وستأكلين في الجنة.

لما: لا أريد أن أكون شهيدة بعد الآن، أريد الذهاب إلى البيت.

هبة: إلى أين تريدين الذهاب أيتها المسكينة؟

لما: أريد العودة إلى البيت.

هبة: بيتنا دمر، ليس من حجر واحد باق منه

لما: سأذهب إلى المسجد.

هبة: المسجد أيضًا دمر. الآن بات بيتنا عند الله.

لما: هذا أفضل، هل من مدارس هناك؟

هبة: كلا، لا مدارس.

لما: أريد أن أعرف، لماذا متّ.

هبة: نحن الفلسطينيون نموت دائمًا، ما الأمر العظيم في ذلك؟

لما: لو كنت في البيت الآن لصنعت "سندوتش"، سأموت من أجل "سندوتش"!


أليس من حقي أن أعيش بسعادة؟

أنا طفلة فلسطينية عانيت وخفت كثيرا عندما بدأت الحرب. كنت لا أنام أفكر وأفكر وأسأل دوماً نفس السؤال: ماذا سيحصل لي ولعائلتي؟ من حقي أن أعيش بأمان بسلام بدون خوف، من حقي أن أعيش بسعادة. أتمنى أن أكون كباقي أطفال العالم وان يكون لنا منتزهات وملاعب نلهو ونمرح بدلا من اللعب في الشارع الذي صرنا نخاف منه، فالكثير رفاقي استشهدوا في الشارع ونحن نلعب.

على الرغم من أنني فرحت عندما انسحب جيش الاحتلال ولأني وأسرتي بخير لكنني كنت حزينةً لرؤية البيوت والمدارس والجامعات المدمرة طيب ما ذنبنا؟ ماذا نفعل؟

أنا لا أريد أن أخاف بعد اليوم، بل أريد أن أفرح وان أبني مستقبلي وأحقق أحلامي في أن أصبح طبيبة أعالج الناس. فأنا طفلة فلسطينية بريئة، لا أحمل سلاحاً، بل أحمل كتاباً وقلما لأتعلم فقط.

أمل الهسي - 10 سنوات

غزة - فلسطين


معرض أختي الصغيرة

داليا أختي الصغيرة, عنيدة وحنونة. شقية تحب مدرستها وكتبها وأشياءها على العكس مما كنت وأنا صغير, وهي تكتب الشعر وترسم أيضاً, ترسم أقماراً وشموساً وأشجاراً وأولاداً يلعبون الكرة وآخرون يسبحون في البحر, وداليا لم تزر البحر، ورغم ذلك ترسمه, وكثيراً ما تأتيني بأوراق أسقطت عليها كلمات أو خطوطاً أو أشكالاً كي أقول لها مجاملاً أو غير مجامل: رائع، رائع، استثمري، استثمري.

قبل أيام أتتني بورقة صغيرة رسمت عليها زهرة بثلاث ورقات وفي كل ورقة رسمت علماً فلسطينياً ولونت العلم بألوانه، قالت لي يومها: هذا لأطفال غزة، سأرسم أشياء كثيرة لهم، وسأعمل معرضاً في غرفتي. شجعتُ أختي على فكرتها ووعدتها بأن أكون أول الزائرين لمعرضها الفني الأول الذي ستقيمه في غرفتها، والذي ربما ستسميه: "يا أطفال غزة، يا أحبائي".

وأنا أسير في أحد شوارع رام الله صباح أحد الأيام متوجهاً إلى جامعتي، قال صغير لأبيه صاحب "السوبر ماركت" والذي كان يتشمس على ناصية الرصيف ويستمع من الخارج إلى مذياع ينقل أخبار غزة: "أبي, أتمنى أن يرحل الجنود عن قريتي وان لا يعودوا أبدا ".

* * *

إلى اليوم لم أر معرض أختي ذلك الذي ستقيمه من أجل أطفال غزة والذي سترسم فيه لوحات عن أطفال وورود وأقمار وطائرات وبحر صغير وسائل أحمر، أحمر أحمر،،،

قبل أسابيع أتتني بتلك الرسمة وبفكرتها عن معرض صغير، كان ذلك بعدما رأت على شاشة التلفاز طائرات ومدافع وبنادق تؤذي أو تحزن أطفال غزة .

أنس ابو رحمة - رام الله- فلسطين


الجندي يحارب طفلاً

الجندي معه صواريخ وقنابل وطائرات تشبه ذبابات تسي تسي، ونووي أيضاً.

الطفل معه كرة وقمر. في النهار لا يلعب الطفل الكرة أمام بيتهم أو في الشارع القريب الذي اعتاد اللعب فيه لأن أمه
قالت له: لا تخرج من البيت لأن الجندي الذي يركب الطائرة سيؤذيك إن رآك، وفي الليل من نافذة بيته يلوح الطفل للقمر ويغني له: لا تخف يا صديقي، إنني أتنفس ....و ألعب الكرة في البيت.

* *

يقول ابن جارتنا الصغير الذي لم يزر الروضة بعد، لأخته التي تكبره بأعوام قليلة:

= لماذا لم نعد نشاهد "توم وجيري" يا أختي.

ترد الأخت: "لأن أبي يشاهد الأخبار كثيراً في هذه الأيام، فالجنود يضربون غزة بالقنابل، وأبي ينتظر رؤيتهم يغربون عن المدينة، وينتظر أيضاً أن تخرج المدينة من جرحها لتشرب قهوتها الصباحية المعتادة أمام شمس هذا الشتاء.

فيقول الصغير لأخته: "فليغرب الجنود عن المدينة ولتشرب المدينة قهوتها، والشمس، فلتشرق الشمس.

* *

اليوم سألتُ أختي عن معرضها، ذلك الذي لأطفال غزة، لم تجبني، أسمعتني قصيدة جديدة:

"يا أطفال غزة

اشربوا الشمس حليباً.

البحر ليس بعيداً

أيها الأطفال،

ونرجسة الصبح أيضاً"

أنس ابو رحمة - رام الله- فلسطين


قصيدة: من أنا؟

من أنا؟ ومن أنتم

أتدرون من أنا

إن سمعتموني سآخذ لحظة من وقتكم

أنا طفلة مشردة مهجرة

مسلوبة أرضي، مسلوب حقي

أنا طفلة صامدة في وطني

أتتسألون أين هي أرضي

يا ناس

استيقظوا من النوم العميق

ألا تدافعوا عن القدس

ألا تدافعوا عن أطفال فلسطين

الذين حرموا الأمان من سنين

لا جرح يؤلمكم

ولا حزن يذيبكم

أعرفتم من أنا

أنا من أنا؟ أنا طفلَ فلسطين

أعرفتم من أنا؟!

اشواق الهسي - 16 عاما

غزة – فلسطين


أمنيات الأطفال في غزة:

(I)

أنا طفلة أحب عندما اكبر أن يصبح وطني حراً وأن أكون طالبة متفوقة واكبر واجتهد واحصل على جميع حقوقي مثل أطفال العالم الذين يتمتعون بالحرية واللعب والعيش بسلام.

أتمنى أن أذهب الى الجامعة وأتخرج وأصبح طبيبة لكي اخدم وطني وأعالج المرضى وبعلمي واجتهادي أحرر وطني الجريح.

ليلى إبراهيم ناصر - 12 عاما


(II)

أنا طفلة أحب أن أعيش حياة جميلة وأن يكون الجميع متساوين في الحقوق. أحب أن العب واقرأ بأمان وسعادة وأن أصبح في المستقبل معلمة لأعلم الأطفال.

أحب أيضا الربيع والفرح والبهجة وأحب أن ينتصر الشعب الفلسطيني ويقاوم حتى تكون القدس عاصمة فلسطين.

آية أيمن ناصر - 12 عاما


(III)

أنا أحب أن أعيش بأمان مع عائلتي وان يكون وطني فلسطين حراً.

أتمنى أن يكون مجتمعنا مجتمع عادل ومتحاب ومتماسك، فأنا أحب الناس المتعاونين في سبيل خدمة بلادهم، لذا فانا أحب أن أكون طبيبة نشيطة احرص على الصدق والأمانة والنظافة في عملي لكي يحيا كل الأطفال بسعادة وأمان.

رحمة اسعد عبد الرحمن حويحي - 11 عاما


| | خريطة الموقع | الزوار : 873 / 64194

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع كتابات الأطفال   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.19 + AHUNTSIC