P B B Y

قصة من الواقع

الاثنين 10 شباط (فبراير) 2014

قصتي المنسية

في ذات يوم خرجت مع أسرتي في رحلة إلى شاطئ البحر، بينما كنت أسير على الشاطئ فاذا بي أرى فتاة تجلس بمفردها، فأخذت أسير نحوها وبخطوات بطيئة خطوة تلو الأخرى.

اقتربت منها وجلست بجوارها بكل هدوء وكانت الحسرة والألم تملأ عينيها.

قلت لها بصوت خافت ما بك يا صديقتي لماذا اليأس يملؤك؟

قالت: لا أريد التحدث مع احد اتركيني بمفردي. وأصررت على معرفة سبب حزنها. أخذت بالبكاء وابتدأت بالحديث وقالت أتريدين معرفة سبب حزني، وألمي؟

قلت لها بالتأكيد نعم.

بدأت بالحديث وقالت: منذ صغري كان يراودني حلم مريب وما زال يراودني حتى في كبري. ولم أكن اعلم أن سيكون ذلك الحلم الذي تحقق سبب يأسي وانكساري.

كنت احلم دائما بليلة الريح يشتد بها والمطر يهطل بغزارة، كنت افتح نافذتي وأبدا بالنظر على جبروتها وانظر إلى السماء التي تساندهم.

كنت انظر إلى السماء وسواد الليل والريح الذي يشتد ويكاد يقتلع الصخر، والسماء تبكي. كنت احلل بعقلي كل هذا وانا أمام النافذة انظر وأنا ارتجف. لا اعرف في ذلك الوقت هل ارتجف برداً أم ارتجف خوفاً، ولكن كان لدي دافعية بالاستمرار في النظر.

فجأة وانا انظر إلى جبروت السماء وهي تبكي، فاذا ضوء وبعدها صوت. أخذت انظر إلى هذا الضوء واستمع لذلك الصوت واحلل لماذا جاء الضوء قبل الصوت؟ هل يتسابقان مثلما يتسابق الصغار أثناء اللعب؟ أم يتسابقان كتسابق الثواني مع الدقائق؟ وأتساءل هل يضيء هذا العنف والغضب سواد الليل؟ كنت في حيرة من امري وأنا انظر باستغراب ودهشة.

كانت تأتي أمي وتقول لي ما بك تنظرين لذلك السواد؟ اخلدي لنومك واحلمي ببيت، بلعبة، بالوان، بزقزقة عصافير، بطائر يعود لأطفاله بشيء من الطعام، عودي عودي بنيتي لنومك عودي.

ذلك اليوم الذي لا يزال في ذهني راودني هذا الحلم، واستيقظت من نومي والخوف يمتلك جسدي وجلست على الأريكة، فإذا بضوء مخيف كاد يفقدني بصري، وصوت مدو كاد يفقدني سمعي، أصبت بذهول وخوف شديد، فلم استطع النهوض من المكان الذي كنت اجلس فيه. فجأة إذا بأمي تصرخ وتنوح وتفتح باب غرفتي وتقول لي أنت هنا أبوك وأخوتك في الخارج ... والبركان يسري في كل مكان والسماء امتلأت بالغربان السوداء التي تنشر سمومها في كل قرية في كل مدينة في كل شارع.

توقفت الفتاة واسمها "حياة" عن الكلام وأخذت تبكي وتقول بصوت يرتجف من الحسرة والألم: في هذا اليوم فقدت ابي وإخوتي!

كل شيء بدا حزينا عقلي، قلبي، جسدي، حتي الشمس بدت حزينة وخجولة من أن تنير لنا نورها في كل صباح، لأن في كل فجر جديد تشيع عددا من أبنائها شهداء مكفنين بالكفن الأبيض الذي يلونه اللون الأحمر الممزوج برائحة الياسمين.
العالم يحتفل بفجر عام جديد بالورود والشموع، ونحن نودع الكثير الكثير بالدموع.

لعلك عرفت يا صديقتي سبب حزني وألمي وذلك اليوم لا يذهب من ذاكرتي.

فهذه لم تكن قصة حياة بل طالت الكثير الكثير من شعب لم يعرف المستحيل.

تحياتي لكم

تأليف: إيمان حميد عياش

العمر: 17 عاما


| | خريطة الموقع | الزوار : 579 / 48160

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع كتابات الأطفال   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.19 + AHUNTSIC