P B B Y

صورة الطفل في رسومات كتب الطفل

الاثنين 10 شباط (فبراير) 2014

مقالة من موقع مؤسسة آنا ليند، البرنامج الإقليمي لأدب الأطفال العربي

صورة الطفل في رسومات كتب الطفل الفلسطيني
تأليف
وليد احشيش ويمنى البطران
كثيرا ما يتناول النقاد النص المكتوب تحليلا وتمحيصا، لأن التعامل مع الكلمات المكتوبة أكثر وضوحا من التعامل مع الرسومات، ذلك بأننا مجتمع يهتم بالكتابة أكثر من اهتمامنا بالرسومات، أو أن الاهتمام بالرسومات في كتب الأطفال مستجد إلى حد ما.

وقد يكون الأمر بسبب عدم قدرتنا على النظر فيها دون الاعتماد على النص، فكثيرا ما ندرك أننا أخذنا جانب النص في التحليل متأثرين به فنسقط رؤيتنا له على الرسومات.

تعتبر إسهامات مؤسسة آناليند ذات قيمة عالية في تعزيز دور البحث في أدب الأطفال في المنطقة، وقد سبق ذلك بحثان أحدهما مسحي عن واقع أدب الأطفال في فلسطين، والثاني عن صورة الطفل في أدب الطفل.

إن هذا البحث يعتبر تكميليا لما خرجت به البحوث الأولى في إطار استجلاء الصورة في الرسومات في كتب الأطفال الفلسطينية المنشورة حديثا.

باتت المناطق الفلسطينية تشهد حركة واعدة في البحث عن الإبداعات، وفي النشر للكتاب الفلسطينين سواء أكان ذلك في النصوص أو الرسومات، ولعله من نافلة القول أن ندعي بأن الوضع هنا يشهد حركة نشر، أو دور نشر كما هو في بعض البلدان العربية المجاورة، على سبيل المثال لبنان أو مصر.

وفي ضوء قلة دور النشر، أو في الاهتمام الكافي بما يكتب للأطفال دفعت بعض المؤسسات كتامر وأوغاريت وبعض المؤسسات الأخرى لتنشط في هذا المجال بجهد يحسب لها حسب إمكانياتها وفي حدود طاقاتها. كما لا يمكننا أن نغفل دور وزارتي الثقافة والتربية في بث الوعي بأدب الطفل وما يقدم له.

لذا، فإن المنشور ليس بالكثرة المرجوة، وعليه فقد استطعنا أن نجمع خمسة وثلاثين كتابا منشورا للأطفال من نشر ثلاث مؤسسات هي: تامر وأوغاريت والبديل، مع التنويه هنا بأن البديل تنشر في موضوع واحد فقط، وهو العودة، ومنشوراتها محدودة، وتعتمد على اثنين أو ثلاثة من الرسامين فقط، وقد يؤثر ذلك على نتائج البحث في رسم صورة الطفل، إلا أننا وضعنا كتبها ضمن العينة لأنها في المكتبات بين أيدي الأطفال وتؤثر فيهم، وحاولنا أن نأخذ كل ما تنطبق عليه الشروط بحيث يكون موجها للأطفال من عمر صفر إلى اثنتي عشرة سنة، ورغم ذلك فلم نجد كتبا موجهة للأطفال من عمر صفر إلى 3 وإنما موجهة للأطفال من عمر 4-12. واخترنا ثلاث مجموعات قصصية من إنتاج الأطفال أنفسهم نصا ورسما(تحتوي على سبع عشرة قصة) حتى نرى كيف يظهر الطفل بعيونهم.

ويجدر بنا أن ننوه هنا بأن بعض الكتب خلت من الأطفال، فأخذنا بأنسنة الحيوانات واعتبرناهم أطفالا في بعض الكتب، مثل حكاية مغني المطر.

إذا كانت عملية النشر يشوبها الكثير من العقبات فكيف الوضع بالرسومات والرسامين الذين هم في معظمهم لا يمتهنون مهنة الرسم، بل يعملون بها كهواية إضافة إلى أعمالهم العادية، كما أن الرسام الهاوي يحتاج إلى صقل موهبته حتى يرتقي بها إلى المستوى المطلوب وخاصة عندما يوجه رسمه للأطفال وهذا ما سيكشفه البحث لاحقا.

كما أن من يُعلمون الفنون الجميلة في الجامعات لا يهتمون كثيرا بأدب الطفل وحاجاته النمائية، وأكثر الرسامين هم ممن يعملون في المناهج المدرسية، وقد يتأثرون بأنماط معينة وقيود مرتبطة بهذا الفن التربوي الخاص.


| | خريطة الموقع | الزوار : 360 / 64194

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع موارد   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.19 + AHUNTSIC