P B B Y

سلام ضائع

الاثنين 10 شباط (فبراير) 2014

نقطة سعادة في سطر
سلام ضائع

سلسبيل حسن، 16عاما

صباحات العمر كثيرة ونعد أيامنا كعقارب الساعة بانتظام شديد أرى بمخيلتي يوم افتح نافذتي سأرى شمس الأمان السلام حيث لا أصوات لا قذائف لا أشم رائحة أموات أرى عصافير أرى عيون ملأت بالفرح أرى أطفال يلعبون يصرخون من كثرة الفرح أرى أبي يعمل في حقل الزيتون أرى حبات الزيتون تتساقط في غير موسمها كي تعطى الناس لتزيدهم فرحا وسعادة .

تخيلت نفسي أذهب لمدرستي دون حواجز تؤخرني أجلس في مقعدي أرى أجسادا لصديقاتي وليست صور أرى أحلاما لنا بأن نصبح دكتورة، مهندسة، صحافية، معلمة، وحتى ربة منزل.

أذهب بعد مدرستي للدراسة مع صديقاتي في حديقة جميلة تكسوها الخضرة من وردة حمراء وزهور صفراء وحشائش خضراء.

بعدها نلعب نقفز نطير نضحك من قلوبنا نرى جميعنا الهناء والسعادة تلبس كالثياب للناس.

أرى حمامة السلام تغني تأخذ غصن الزيتون وتعطينا قبلة ملئوها الأمان تطير أعالي السماء وكأنها صقر السماء وليست حمامة سلام أرى عيونها السوداء ريشها الأبيض الجميل كقلب أمي الحنونة أتذكر أمي وهي توقظنا من نومنا بكل هدوء للذهاب لمدارسنا يحضر لنا فطورنا، تودعنا علي باب البيت ونحن ذاهبون وليست كما كانت تخبؤنا في حضنها من الموت حتى لا يقتلعنا.

وفجأة أفقت من غيبوبتي على صراخ أخواتي ماذا هناك وكانت الفاجعة أن هناك شهداء في حارتنا والناس يصرخون خوفا وذعرا وطائرات تقصف وتدمر جرافات أراضي الزيتون وحديقتنا التي كنا نلعب بها.

وقتلت حمامة السلام وسقط غصن الزيتون لأقول ما زال السلام مختبئا تحت ستار الحرب.


| | خريطة الموقع | الزوار : 328 / 7357

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع كتابات الأطفال   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.19 + AHUNTSIC