P B B Y

الموت كل دقيقة

الأحد 15 شباط (فبراير) 2015

كنا نحس الموت كل دقيقة

الاسم : روان جمعة بربخ

العمر : 14 عاما

مكتبة الشوكة - رفح

كنا في البيت يوم الجمعة في الليل سمعنا صوت صواريخ الاحتلال تضرب على حارتنا. لم نستطع النوم طوال الليل من شدة ضرب القذائف والصواريخ كان يوما عصيبا وليلة دامية كل اخوتي في غرفة واحدة وصراخ إخوتي يؤلمني وبكاء أمي يجرح قلبي. كنا نحس الموت كل دقيقة.

فى الصباح اتصل ابي على العديد من السائقين من أجل ان نغادر البيت ولكنهم رفضوا، مشينا صباحا في الساعة الثامنة مسافة خمس كيلوات أو ما يقارب الساعتين مشينا، لا يوجد معنا سوى ملابسنا فقط، وصوت القذائف يعلو من فوق رؤوسنا ولا اجد التعبير عن المخاوف التي كنا نشعر بها اثناء المشي في الشارع.

وصلنا الي احد البيوت في طريقنا كان صاحب البيت له علاقة مع أبي فدخلنا البيت عنده لنلتقط أنفاسنا واتصل أبي بالسيارة لتنقلنا إلى مدينة خان يونس عند أحد أقاربنا، ووصلنا وبعد عدة دقائق سمعنا صواريخ قرب البيت الذي كنا فيه، فزادت المخاوف واصبح البيت والمنطقة التي هربنا اليها مهددة بالقصف اكثر من المنطقة التي كنا نسكنها.

وبعد عدة ساعات جاءنا خبر ان الأسرائليين وصلوا بيتنا وكنت اشعرأن البيوت كلها هدمت والاراضي جرفها الاحتلال الغاشم.شعرت باكتئاب وفقدان الحياة لان بيتنا بالنسبة لي هو حياتي وطفولتي، تربيت به ولعبتي الصغيرة وقطتي الجميلة التي ألاعبها كل يوم وأحلامي التي رسمتها به، كل هذه الاشياء الجميلة ذهبت؟ لا اصدق.

ومرت عدة أسابيع على هذا الحال وأصبحت الاخبار والإشاعات تتداول، كثير من الناس ماتوا وأخذ خالي يتصل بأصدقائه ليطمئن عليهم. وفي اليوم الثاني ذهبنا بسيارة خالي إلى البيت ورأينا البيوت ملأى بالقذائف. وصعقت كثيرا لان الحارة كانت متغيرة وعندما وصلنا الي حارتنا واذا هي مجرفة وكثبان الرمل عالية جدا والمنطقة متغيرة والبيوت مجرفة ومقصوفة والاراضي مجرفة والاشجار مجرفة، والبيوت متهدمة.

وصلنا الي بيتنا واذا به لا يقل عن عشرة قذائف، البيت مهدم ولا يصلح للسكن، البيت محروق لا يوجد به شيء، الاشجار حول بيوتنا غير موجودة! بكيت كثيرا وأبي كان يبكي فهو لا يعمل ولا يوجد معنا مال لإعمار البيت مرة أخرى ولا توجد مواد بناء لإعادة بنائه لأن غزة محاصرة، لا نعلم الى اين سنذهب حارتنا كلها مجرفة. أعمامي كل بيوتهم مدمرة كلهم يبكون، ولا نعلم الي أين سوف نذهب.

ذهبنا الي بيت خالي في المنطقة وهو أيضا مقصوف ويوجد به العديد من العائلات وكلنا في بيت واحد، نزيد عن الاربعين فردا، من النساء والرجال، وهذا حالنا حتى الآن ونحمد الله على هدا الحال ونقول كان الله بعون أمهات الشهداء.


| | خريطة الموقع | الزوار : 534 / 10845

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع غزة : العدوان والأزمات المستمرة  متابعة نشاط الموقع إبداعات جديدة   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.19 + AHUNTSIC