P B B Y

أرض وقودها الناس والحجارة

الاثنين 10 شباط (فبراير) 2014

خواطر كتبتها ديما سحويل، عنوانها "أرض وقودها الناس والحجارة" خلال الحرب على غزة 2008-9
، وقد ترجمت إلى الإنجليزية ونشرت في مطبوعة صادرة عن ايبي حول السلام.

أرض وقودها الناس والحجارة

وجوه الناس في بلدي

أصابعهم

أرجلهم

أيديهم

وألسنتهم ستشهد يوماً على ضعفنا.....

أما ضفائر الصغيرات فهي لعنة ستلاحقنا كلما سرحنا شعرنا

(1)

استيقظت الصغيرة فوجدت إحدى ضفائرها مغمسة بالدم والأخرى سقطت تحت أنقاض البيت.
بكت كثيراً ولم تهدأ إلا عندما علمت أن ظفيرتها ترقد بالقرب من والدتها تحت البيت.

هي متأكدة بأن والدتها ستمشطها لها وتزينها بالشبر الملون.

ما تزال الصغيرة تنتظر أمها تنهض من تحت الركام وبيدها الضفيرة...

(2)

استيقظ الصغير ولم يجد علبة ألوانه..

بحث بين الركام فلم يجد إلا اللون الأحمر، أمسكه بأصابعه الطرية وراح يرسم على الجدار الواقف، لكن القلم لم يعد يرسم لأن اللون الأحمر كان قد نفذ على أجساد إخوته الراقدين أسفل ذلك الجدار.

(3)

نامت الجدة باكراً على غير عادتها..

بعد دقائق استيقظت تلوم نفسها لأنها نسيت أن تروي لأحفادها قصة ما قبل النوم، اتكأت على عكازها وراحت تبحث في الظلام عن أحفادها، تبعثرت أقدامها بمئات الأجساد الصغيرة الممزقة، لململتهم وراحت تروي لهم حكاية المدينة التي رحل فيها الصغار دون أن يودعوا جداتهم....

(4)

أبت جدران المنزل أن تسقط فوق أجساد الصغار بعد أن توسلتها أمهم..

قاومت الجدران أثقال القذائف فتوسلت من الأم أن تقرضها حنانها للحظات حتى تحتضن الصغار وتلفهم بذراعيها.

(5)

رفع الصغار أيديهم يناشدون الغيوم البيضاء لتغزل لهم شلالاً من المياه ليغسلوا جسد أبيهم الذي علاه الغبار.

استجابت الغيوم لنداء الصغار وانزاح الرماد الجاثم على جسد أبيهم المحترق..

نظر إليه الصغار ولم يتعرفوا إلى ملامحة وراحوا يبحثون عن جسد آخر غير محترق.

ديما سحويل 2009


| | خريطة الموقع | الزوار : 616 / 63468

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع مشاركات عربية وعالمية   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.19 + AHUNTSIC